ما الذي تُنتجه الخوارزميات غير المعلومات؟ - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما الذي تُنتجه الخوارزميات غير المعلومات؟ - وضوح نيوز, اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 08:45 صباحاً

يتوسع استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة داخل الأدوات والمنصات الرقمية اليومية، من محركات البحث إلى المتاجر الإلكترونية. هذا التوسع لا يقتصر على الجوانب التقنية أو الاقتصادية فحسب، بل يترتب عليه أثر بيئي متزايد، ناتج من استهلاك الموارد من جهة، ومن أنماط الاستهلاك التي تُنتجها الخوارزميات وتشجعها من جهة أخرى، وهي آثار لا تحظى حتى الآن بالاهتمام الكافي في سياسات شركات التكنولوجيا ولا في آليات القياس البيئي.


لِلذكاء الاصطناعي أكلاف بيئية مباشرة واضحة، إذ تستهلك مراكز البيانات كميات كبيرة من الكهرباء والمياه، كما تتطلب الاستعلامات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي طاقة تفوق تلك التي يحتاجها البحث التقليدي عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه، تستخدم الشركات الكبرى المطوِّرة لهذه التقنيات - مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون - الذكاء الاصطناعي أيضاً لدعم عمليات التنقيب عن النفط والغاز وتسريعها، ما يعمّق التناقض بين الخطاب التقني والتأثير الفعلي على البيئة.

لكن التأثير غير المباشر للذكاء الاصطناعي يظل أقل وضوحاً وأكثر إغفالاً. إذ تُظهر أبحاث حديثة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشائعة تعزز أنماط استهلاك مفرطة، وتروج لقيم ثقافية تركز على الفردانية وتحويل المنتجات إلى سلع قابلة للتسويق الدائم، مع تجاهل شبه تام للاعتبارات البيئية، رغم أن خفض الانبعاثات المرتبطة بالاستهلاك يُعد شرطاً أساسياً للحد من تغيّر المناخ.

 

تدمج المنصات الرقمية ما تسميها "ميزات ذكاء اصطناعي" بشكل افتراضي في خدماتها، وغالباً من دون وعي المستخدمين أو قدرتهم على تعطيلها. الهدف الأساسي لهذه الميزات هو دفع المستخدمين نحو الشراء، بما يحقق أرباحاً مالية ويولّد في الوقت نفسه بيانات تُستخدم أدوات استخبارات تجارية. وبهذا، تتولد الانبعاثات مرتين: من استخدام التطبيقات نفسها، ومن الاستهلاك الإضافي الذي تحفزه الخوارزميات عبر المحتوى المقترح.

 

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

وقد بيّنت تجارب بحثية أن روبوتات الدردشة ومحركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي تفسّر الاستعلامات العامة تلقائياً على أنها نية للاستهلاك، حتى في غياب أي طلب صريح للشراء، ما يوجّه المستخدمين نحو منتجات جديدة بدل بدائل أكثر استدامة. هذه الظاهرة، التي يصفها الباحثون بأنها "الانبعاثات المُسهَّلة خوارزمياً"، لا تقع ضمن مسؤولية المنتجين أو المستهلكين، ولا تخضع حالياً لأنظمة محاسبة بيئية واضحة.

 

كذلك تكشف مراجعة سياسات الاستخدام المقبول لشركات الذكاء الاصطناعي عن غياب شبه كامل للبيئة والطبيعة من أولوياتها، في مقابل تركيز واضح على المخاطر التي تمس البشر فقط. ويخلص النص إلى أن الذكاء الاصطناعي، إذا كان قد صُمم لتعزيز الاستهلاك، فيمكن أيضاً إعادة توجيهه لدعم القيم البيئية وتقليل الطلب، بدل المساهمة في تعميق الأزمة المناخية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق