انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يوثق "استلام مصر غواصة نووية لتضمها إلى أسطولها البحري". الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يتضمن الفيديو مجموعة صور لغواصة وقطع بحرية. وأرفقت بتعليق (من دون تدخل): للمرة الأولى في التاريخ الحديث، تصل الغواصة النووية المصرية إلى سواحل مصر... رسالة واضحة اللي فوق واللي تحت، والفريدة والوحيدة من نوعها بالشرق الاوسط وافريقيا".

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو

ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذه الصور قديمة، والغواصة الظاهرة فيها ليست نووية.

فقد نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري في الفايسبوك هذه الصور، بتاريخ 19 نيسان/أبريل 2017، بعنوان: "وصول أول غواصة مصرية حديثة طراز 209 / 1400 الألمانية، وانضمامها لتشكيلات القوات البحرية".

يومذاك عرضت " target="_blank">وزارة الدفاع المصرية، في حسابها في يوتيوب، "لقطات لوصول الغواصة الألمانية للقوات البحرية المصرية".

" title="YouTube video player" frameborder="0">

لقطة من الفيديو المنشور في حساب وزارة الدفاع المصرية في يوتيوب، في 19 نيسان 2017

كذلك، " target="_blank">عرضت مشاهد مصوّرة لـ"مراسم استقبال أول غواصة مصرية حديثة طراز 1400/209 الألمانية وانضمامها لتشكيلات القوات البحرية".

وقالت في خبر: "استمرارًا لجهود القوات المسلحة في دعم القدرات القتالية والفنية للوحدات والتشكيلات والأفرع الرئيسية وتطويرها، وفقًا لأحدث النظم العالمية، وصلت إلى الإسكندرية أول غواصة مصرية حديثة من طراز (1400/209) ألمانية الصنع".

وأشارت إلى أن وصول الغواصة جاء "إيذاناً بدخولها الخدمة بالقوات البحرية لتعزيز قدرتها على تحقيق الأمن البحرى وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية فى البحرين الأحمر والمتوسط، وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة ودعم أمن قناة السويس كشريان هام للتجارة البحرية الدولية، ولتكون قوة ردع لتحقيق السلام فى ظل التهديدات والتحديات التي تشهدها المنطقة".

" title="YouTube video player" frameborder="0">

لقطة من الفيديو المنشور في حساب وزارة الدفاع المصرية في يوتيوب، في 19 نيسان 2017

وفي 8 آب/ أغسطس من العام نفسه، أعلنت وزارة الدفاع المصرية "تسلم البحرية المصرية الغواصة الثانية من طراز 209/ 1400من ألمانيا".

وأفادت بأن "الغواضة تم بناؤها بترسانة شركة تيسين كروب بمدينة كيبل الألمانية". وقالت: "قام الفريق أحمد خالد حسن، قائد القوات البحرية، برفع العلم المصري على الغواصة، إيذانًا بدخولها الخدمة بالقوات البحرية".

واضافت: "دشن قائد القوات البحرية الغواصة الثالثة من الطراز ذاته، وذلك ضمن غواصات عدة مخطط انضمامها للخدمة في القوات البحرية، طبقًا لبرنامج زمني محدد يعكس عمق علاقات التعاون التى تربط البحريتين المصرية والألمانية، وجهود القيادة السياسية ودعمها الجاد والقوى لدفع العلاقات بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات".

وفي الحصيلة، تسلمت مصر 4 غواصات من الطراز ذاته (209/1400) تايب ألمانية الصنع، آخرها في 2 آب/ أغسطس 2021. وفي ذلك التاريخ، أعلنت وزارة الدفاع المصرية "وصول الغواصة S-44 من طراز (209 / 1400) ألمانية الصنع إلى قاعدة الإسكندرية، لتنضم إلى القوات البحرية".

ويمثل اقتناء الغواصة S-44 ومثيلاتها نقلة غير مسبوقة للقوات البحرية المصرية، مما يساهم في رفع تصنيفها عالميًا، على ما ذكرت الوزارة.

قدرات هجومية

وبحسب موقع sea forces المختص بأخبار الأساطيل البحرية العسكرية وتكنولوجياتها، فإن الغواصات المصرية من طراز 209/ 1400 تايب، هجومية تعمل بالديزل الكهربائي، وليس بالطاقة النووية. ولديها 4 مولدات ديزل بقدرة 5000 حصان، وتشمل أيضاً 4 بطاريات بقوة 120 خلية، بالإضافة إلى محرك كهربائي واحد.

وقد بنت هذه الغواصات شركة تايسن غروب مارين الأنظمة (TKMS) في مدينة كيل بألمانيا.

وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن هذه الغواصات مزودة بأنظمة دفع (إزاحة) متطورة من خلال مولدات ديزل جديدة عالية الطاقة واستهلاك طاقة منخفض. 

ويسمح نظام الدفع الجديد بدمج بطاريات الرصاص الحمضي أو الليثيوم أيون من دون تغييرات في التصميم، بما يمثل ميزة فريدة للغواصة من خلال إمكانية تغيير نوع البطارية، حتى أثناء التحديث. 

كذلك، فإن التصميم المدمج والمتين مصمم لتوفير عال بفضل التعقيد المحسن وسهولة الصيانة القابلة للتحكم. 

وفي ما يتعلق بالفعالية القتالية، فإن نظام القتال المتطور في هذه الغواصة يوفر قدرة فورية للتعامل مع أي موقف قتالي باستخدام مجموعة متنوعة من المؤثرات، من المستشعر إلى الطلقات.

وتوفر الغواصة حمولة أسلحة عالية إلى جانب مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار يمكن العميل التكيف مع دمج أنظمة اختيارية محددة مسبقا.

كذلك تغطي الغواصة مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك زرع الألغام، والمهام الاستخباراتية، ومواجهة الغواصات والقطع البحرية على السطح، بالإضافة إلى مهام العمليات الخاصة.

الخلاصة: الصور في الفيديو قديمة، اذ تعود إلى 19 نيسان 2017. وتظهر غواصة المانية استلمتها مصر حينها تعمل بالديزل الكهربائي، وليست نووية.