احذر.. رئتك تدخّن! - وضوح نيوز

ميديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احذر.. رئتك تدخّن! - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 04:30 صباحاً

يعد التدخين أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي يواجهها العالم على الإطلاق، وهو مسؤول -بحسب منظمة الصحة العالمية- عن وفاة أكثر من سبعة ملايين شخص سنوياً؛ منهم 1,6 مليون شخص من غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين غير المباشر، إلى جانب تسببه في حالات الإعاقة والإصابة بالعديد من الأمراض.

فيما تبذل وزارة الصحة جهوداً كبيرة لمكافحة التدخين، والسيطرة على حالات السرطان الناجمة عنه والمؤدية إلى الوفاة، فبعض الدراسات اشارت الى وفاة واحد من كل ستة بالغين.

بيّنت إحصائية حديثة لوزارة الصحة، أن التدخين في السعودية يتسبب في وفاة نحو 71 رجلاً و21 امرأة أسبوعياً؛ أي ما يعادل أكثر من خمسة آلاف حالة وفاة سنوياً بسبب الأمراض المرتبطة باستخدام التبغ.

وأوضحت الوزارة أن أضرار التدخين أصبحت معروفة للجميع، إلا أنه ما زال يحصد أرواح الكبار والصغار، مؤكدة سعيها المستمر للحد من هذه الآفة، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنها للحفاظ على صحتهم وحمايتهم من الأمراض، وضمان حياة صحية خالية من المخاطر لجميع أفراد المجتمع.

وذكرت الوزارة أن التدخين يشمل السجائر العادية والإلكترونية والشيشة وغيرها، محذّرة من أن السجائر الإلكترونية ليست بخار ماء كما يُشاع، بل تحتوي على مواد مسرطنة ونيكوتين مسببٍ للإدمان، كما أكدت أن الشيشة لا تقل ضرراً عن السجائر، إذ تحتوي على النيكوتين نفسه وتسبب أضراراً صحية مماثلة.

وكشفت الهيئة العامة للإحصاء، في نتائج «مسح الصحة الوطني 2023»، أن نسبة المدخنين السعوديين بلغت 26.74% بين الذكور و3.33% بين الإناث، وأظهر المسح أن الفئة العمرية بين 35 و44 عاماً هي الأكثر تدخيناً، فيما بلغت نسب التعرض للتدخين السلبي لدى الذكور 11.6% ولدى الإناث 8.3%.

ويعتقد البعض أن مجرد الإقلاع عن التدخين يعني زوال آثاره من الجسم فوراً، غير أن الدراسات العلمية تؤكد عكس ذلك، إذ تشير إلى أن مركّبات التبغ والنيكوتين تبقى في الجسم سنوات طويلة، لتستمر تأثيراتها على الرئتين والأعضاء الداخلية حتى بعد التوقف عن التدخين بمدة، فالرئتان -كما يصفها المتخصصون- تظلّان تدخّنان بصمت، بفعل تراكم المواد الكيميائية التي خلّفها التدخين عبر السنين، ما يجعل الوقاية والتوعية أكثر أهمية من العلاج.

وكشف متخصصون لـ«عكاظ»، أهمية الابتعاد من الأساس عن التدخين، وعدم مخالطة المدخنين أو الوجود في أماكن يكثر فيها التدخين، لما لذلك من أضرار صحية مباشرة وغير مباشرة، خصوصاً مع تأثير التدخين السلبي الذي يصيب غير المدخنين بأمراض مشابهة لتلك التي تصيب المدخنين أنفسهم.

مركّبات خطرة تبقى 10 سنوات

مدير فرع جمعية «كفى» لمكافحة التدخين بالطائف عبدالله الشهري، قال إن خطورة بعض مركّبات التدخين تبقى في جسم الإنسان لأكثر من 10 سنوات، إذ تحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من 7000 مادة كيميائية.

وبيّن الشهري، أن فوائد الإقلاع عن التدخين تبدأ خلال 12 ساعة من آخر سيجارة، إذ يعود مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى طبيعته، وخلال 72 ساعة يخرج النيكوتين من الجسم، بينما تتحسن حاسّتا الشم والذوق خلال 48 ساعة.

وأضاف الشهري، أنه من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر تتحسن الدورة الدموية وتبدأ الرئة بتنظيف نفسها، وبعد 9 أشهر يقلّ السعال وضيق التنفس، وينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بعد عام واحد، والجلطات الدماغية بعد 5 سنوات، وسرطان الرئة بعد 10 سنوات.

وأوضح أن العلاج يشمل العلاج السلوكي المعرفي، وأدوية تحتوي على النيكوتين مثل اللصقات والعلكة، إضافة إلى أدوية أخرى.

وأشار إلى أن عدد المستفيدين من مبادرات مكافحة التدخين خلال 2024م، تجاوز 723 ألف مستفيد، بينهم 6,579 مقلعاً عن التدخين عبر العيادات، و349 متعافياً عن طريق مركز الرعاية والتأهيل.

أمراض واضطرابات لا تنطفئ

أكد أستاذ علم النفس العيادي الدكتور محمد الغامدي، أن التدخين لا يطفئ القلق، بل يشعل أمراضاً لا تنطفئ. وهذه العبارة تؤكد أن التدخين مادة مؤذية ليس فقط للجسم كأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية وبعض الأمراض الأخرى كضعف المناعة والشيخوخة المبكرة وغيرها، بل للصحة النفسية أيضاً.

وأضاف أن بيانات منظمة الصحة العامة التابعة للكلية الملكية البريطانية، تشير إلى أن نحو 30% من المدخنين لديهم اضطرابات نفسية. وعالمياً، وُجد أن المدخنين الحاليين لديهم خطر أعلى للإصابة بالاكتئاب والفصام واضطراب ثنائي القطب واضطرابات النوم، مقارنة بغير المدخنين. وعلى المستوى المحلي، وُجدت علاقة بين التدخين أو الاعتماد على النيكوتين وبين القلق والاكتئاب.

ولعل نتيجة ارتباط النيكوتين بمراكز المكافأة في الدماغ ونشوة الوهم السامة، أن يفقد المدخن القدرة على الاسترخاء بلا تدخين، ما يزيد من حدة القلق والتوتر النفسي. وكما يقال: «النيكوتين يوهم بالراحة، لكنه يَسلبها».

وقال الغامدي: «جرّب أن تتنفس هواءً نقياً ليوم واحد فقط، وستدرك ما كنت تفقده»، إذ وُجد أن التوقف عن التدخين يرتبط بتحسّن ملحوظ في مستويات القلق والاكتئاب والنوم.

أنشطة وبرامج وحملات توعية

وأشار الغامدي، إلى دور وزارة الصحة في المملكة، ممثلة في مراكز مكافحة التدخين، تماشياً مع رؤية المملكة 2030 لتعزيز جودة الحياة، إذ تلعب هذه المراكز دوراً محورياً في الحد من انتشار التدخين وتعزيز الإقلاع عنه. وتنتشر هذه المراكز في جميع مناطق المملكة عبر عيادات ثابتة ومتنقلة، وتقدّم خدمات مجانية تشمل الاستشارات السلوكية والعلاج الدوائي ببدائل النيكوتين والمتابعة المنتظمة.

ولتوسيع نطاق الوصول، وفّرت الوزارة خدمة الإقلاع عن بُعد عبر الرقم 937 والتطبيقات الصحية.

ونوّه إلى أن دخان السيجارة يغيب سريعاً، لكن أثره يبقى في القلب والرئتين، فمتى تكون الإرادة قراراً، والبداية مساراً، من أجلك ومن أجل من تحب، هنا يصبح تبنّي برامج فعالة كالعلاج السلوكي المعرفي والمساندة من المتخصصين النفسيين للمساعدة في كسر الارتباط بين التدخين والمشاعر السلبية، مطلباً صحياً.

ولفت إلى أن استبدال عادة التدخين بأنشطة بديلة مفيدة، كممارسة الرياضة وتقنيات التنفس والاسترخاء، أو الانخراط في الأنشطة الاجتماعية الداعمة، ضرورةٌ صحية، فكل دقيقة بلا تدخين هي استثمار في عمرك.

وتشير النتائج إلى أن نسبة الإقلاع تصل إلى نحو 36% بعد ثلاثة أشهر من بدء البرنامج. ومع ذلك، لا يزال الإقبال على العيادات دون مستوى الوعي بوجودها، ما يدفع الجهات الصحية إلى تكثيف حملات التوعية، فالصحة قرار، والإقلاع عن التدخين أول خطوة نحوه.

تفادي الأضرار والممارسات الخاطئة

ذكرت الباحثة الإعلامية لمى العتيبي، أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في نشر التثقيف الصحي والتوعوي لتفادي الأضرار الناتجة عن الممارسات الخاطئة، ومنها التدخين.

وأضافت: التدخين بلا أدنى شك له آثار سلبية على الصحة والمال، ولهذا تبذل وزارة الصحة والجهات المختصة، جهوداً إعلامية متواصلة لتوضيح مخاطر هذه الآفة الخطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع.

وأشارت إلى أن للإعلام دوراً فاعلاً في توعية فئات المجتمع رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، بخطورة التدخين، خصوصاً مع انتشار محلات بيع الدخان والمعسل داخل الأحياء، ما يسهل وصول الفئات الصغيرة إليها. ومع التطور التقني الحديث أصبح للإعلام الرقمي حضورٌ يومي في حياة الناس، ما يتيح للقائمين على الحملات التوعوية فرصة الوصول إلى جميع فئات المجتمع، وبث رسائل موجهة للأطفال وأولياء الأمور لتعزيز الرقابة الذاتية واستعراض القصص الواقعية لما يتعرض له المدخنون من مخاطر صحية ومالية جسيمة.

وأفادت أن الإعلام يُسهم أيضاً في إبراز جهود الجهات الرقابية كوزارة الصحة والتجارة والبلديات في متابعة تلك المحلات ومدى التزامها بالتعليمات، ويبقى الإعلام بمختلف وسائله أحد أهم الأسلحة في مواجهة ظاهرة التدخين وبناء مجتمعٍ أكثر وعياً وصحة.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : احذر.. رئتك تدخّن! - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 04:30 صباحاً