حين تصافح الدولة المجتمع - وضوح نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين تصافح الدولة المجتمع - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 10:40 صباحاً

في مساءٍ واحد، وعلى أرض جازان، التقت رموز الدولة بنبض المجتمع، لا في بيانٍ رسمي، ولا عبر منصة خطاب، بل في مشهد إنساني بسيط عميق الدلالة. أميرٌ يرعى الشعر، ثم يشارك الفرح العائلي، وكأن الرسالة قيلت دون أن تُنطق: الدولة ليست بعيدة عن الناس، ولا الناس خارج حساب الدولة.

في المسرح، كان الشعر حاضرًا بوصفه ذاكرة المكان وصوت الإنسان حين يعجز عن التعبير بلغة الأرقام. وحين يُخلَّد اسم شاعر على قاعة عامة، فإن السياسة — بصورتها الراقية — تقول إن القوة ليست في السلاح وحده، بل في الكلمة التي تصنع الوعي وتحفظ الهوية. فالدولة التي تحتفي بمبدعيها، تعلن أنها تحرس روحها قبل حدودها.

ثم، في الليلة نفسها، ينتقل المشهد من الضوء الرسمي إلى دفء المجالس. من مقاعد المسرح إلى بساط الفرح في أبو السلع. هنا تتجلى السياسة الاجتماعية في أنقى صورها؛ سياسة الحضور لا سياسة المسافة. فمشاركة الأمير فرحة أسرة ليست مجاملة عابرة، بل تأكيد أن المجتمع ليس طبقات متباعدة، وإنما نسيج واحد، تتشابك فيه القيادة مع الناس كما تتشابك الخيوط في ثوبٍ واحد.

اجتماعيًا، بدا المشهد وكأنه يعيد الاعتبار لقيم طالما حفظت توازن المجتمعات المحلية: الفرح المشترك، الاعتراف بالفضل، واحترام الروابط الأسرية. وحين تبارك الدولة هذه القيم بالفعل لا بالقول، فإنها تعزز الاستقرار من جذوره، لأن المجتمع الذي تُصان أفراحه، يُصان ولاؤه.

سياسيًا، لم يكن المشهد استعراضًا، بل طمأنة صامتة. رسالة تقول إن السلطة ليست غريبة عن تفاصيل الناس، وإن القرار لا يولد في المكاتب وحدها، بل يستمد شرعيته من القرب، ومن الفهم العميق لوجدان المجتمع. فحين يرى الناس قائدهم بينهم، يقرأون في حضوره معنى الشراكة لا الهيمنة.

وهكذا، في ليلة واحدة، كتب الشعر سطره، وكتب الفرح سطره، وكتبت الدولة معناها الأعمق:
أن الحكم، حين يكون إنسانيًا، يتحول من سلطة إلى علاقة، ومن موقع إلى مسؤولية، ومن منصب إلى حضور.

وفي جازان، لم يكن ذلك المساء مجرد مناسبة، بل درسًا صامتًا في الاجتماع والسياسة، قيل بالكلمة حينًا، وبالابتسامة حينًا آخر، وقرأه الناس بقلوبهم قبل عيونهم.

وتبقى الكلمة الأخيرة وفاءً قبل أن تكون شكرًا:
فشكرًا لسمو أمير منطقة جازان، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز، على هذا الحضور الذي تجاوز البروتوكول إلى المعنى، وعلى هذا القرب الذي جسّد القيادة في أبهى صورها.
شكرًا له لأنه أكد في مساءٍ واحد التوازن بين الدولة والمجتمع، وبين الكلمة والفرح، وبين المنصب والإنسان.

إن ما قدّمه سموه لم يكن رعاية مناسبة فحسب، بل ترسيخًا لقيمة، وتأكيدًا أن جازان — بثقافتها وأهلها — حاضرة في قلب القرار، ومحل عناية واعتزاز.
حفظه الله، ووفّقه، وجعل حضوره الدائم بين أهله وأبناء منطقته شاهدًا على قيادةٍ تعرف كيف تُكرّم، وكيف تُشارك، وكيف تُلهم.

– ابارك لادبي جازان الامسية الملكية وهذا النجاح
– ابارك للشاعر حسن ابوعلة هذا الشرف
– ابارك لال ابوهادي النعمي هذا العرس الملكي
——-
كتبه بقلم فاخر ــ الزاهد النعمي