فوائد الكحل: بين الجمال والعلاج الصحي للعين - وضوح نيوز

يُعد الكحل واحدًا من أقدم مستحضرات التجميل التي عرفتها الحضارات، من الفراعنة والآشوريين واليونانيين وصولًا إلى العالم العربي الذي جعل منه رمزًا للجمال والوقار والحماية، لم يكن الكحل مجرد وسيلة لزيادة جاذبية العين، بل ارتبط عبر التاريخ بفوائد طبية وصحية تُحافظ على العين وتحميها من الملوثات والعدوى، واليوم، رغم تطوّر مستحضرات التجميل الحديثة، ما زال الكحل التقليدي يحتفظ بمكانته بين النساء والرجال في بعض الثقافات لما يوفره من جمال طبيعي وفوائد متنوعة، في هذا المقال سنغوص في فوائد الكحل للعين، من الجوانب الجمالية والصحية.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

في الحضارة الفرعونية، كان الكحل يُحضّر من السخام وخامات معدنية، وكان يُستخدم لحماية العين من أشعة الشمس ومن الحشرات ولمنع الالتهابات، تظهر النقوش المصرية القديمة الرجال والنساء والأطفال وهم يضعون الكحل، مما يدل على دوره الصحي إلى جانب دوره الجمالي.

وفي الجزيرة العربية، استخدم العرب كحل الإثمد الذي يُعد من أنقى وأشهر أنواع الكحل، وتحدّثت عنه المصادر التراثية كعنصر يُقوّي البصر ويزيد من كثافة الرموش، هذه الخلفية التاريخية تمنحنا إدراكًا بأن الكحل لم يكن مجرد زينة، بل وسيلة حماية وعلاج في أوقات مضت.

هل الكحل مفيد فعلاً أم مجرد تراث قديم، يعتمد ذلك على نوع الكحل وجودته، إذ إن الكحل الطبيعي أو الإثمد الأصلي يحتوي على معادن وخصائص مفيدة للعين، على عكس الأنواع التجارية الرديئة التي قد تحتوي على مواد مضرّة، ومن أبرز الفوائد الصحية للكحل الطبيعي:

تقوية البصر وتحسين الرؤية، يُقال إن للأثمد قدرة على تعزيز صحة العصب البصري، كما يساعد على صفاء الرؤية إذا استُخدم بانتظام وباعتدال. كان الأطباء العرب القدامى ينصحون به لمن يعاني من ضعف النظر أو تعب العين. يساعد الكحل الطبيعي، بفضل تركيبته المعدنية، على تعزيز قدرة العين على تنظيف نفسها بشكل طبيعي، فهو يسهّل خروج الإفرازات العالقة في الزوايا ويعمل على إزالة الغبار والملوثات الدقيقة التي قد تتجمع على سطح العين، كما يحفّز إفراز الدموع التي تُعدّ وسيلة العين الأساسية للتنظيف والحماية، وبذلك يساهم الكحل في تنشيط حركة الأهداب الدمعية، مما يمنح العين قدرة أفضل على التخلص من الشوائب والحفاظ على نقائها. يساعد الكحل الطبيعي على حماية العين من الالتهابات بفضل قدرته على تشكيل طبقة رقيقة تعمل كعازل بين العين والعوامل الخارجية المهيجة، فقد كانت النساء في البيئات الصحراوية يستخدمنه للتخفيف من أثر الرياح الشديدة والغبار والبكتيريا المحمولة في الهواء، إذ يمنح العين حاجزًا وقائيًا يقلل من احتمال تهيّجها أو تعرضها للعدوى. تسكين آلام العين، الكحل الطبيعي يحتوي على مركّبات قد تساعد في تهدئة تهيّج العين الخفيف، مثل الاحمرار الناتج عن التعب أو السهر. يساعد الكحل الطبيعي، وخصوصًا كحل الإثمد، على تنشيط الدورة الدموية في الجفون وتقوية بصيلات الرموش، مما يقلل تساقطها ويزيد كثافتها مع الوقت، كما يُعتقد أن له خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا تساعد في الحفاظ على نظافة الجفن وصحة محيط العين، وهو ما تؤكده التجارب الشعبية لدى مستخدميه.

لا يمكن الحديث عن الكحل دون التوقف عند تأثيره الجمالي الآسر. فهو أداة جمالية تمنح العين سحرًا وعمقًا لا ينافسه أي منتج تجميلي حديث، من أهم فوائده الجمالية:

إبراز جمال العين وتحديدها: يساعد الكحل على زيادة وضوح العين وإشراقها، ويبرز ملامحها سواء كانت صغيرة أو كبيرة، كما يمكن توظيفه لتوسيع العين أو منحها شكل "العين اللوزية". مظهر أكثر شبابًا: عند استخدامه بطريقة صحيحة، يخفي الكحل علامات الإرهاق ويقلل من شحوب محيط العين، ويرفع شكل العين بصريًا ليمنح الوجه إشراقة أكبر. تعزيز كثافة الرموش بصريًا: وضع الكحل على خط الرموش العلوي يُظهر الرموش أكثر امتلاءً وكثافة، وهو تأثير جمالي تحبه الكثير من النساء. مناسب لكل الإطلالات: يمكن استخدام الكحل في الروتين اليومي، أو للمناسبات والسهرات، أو أثناء العمل، كما يناسب المكياج العربي التقليدي والمكياج العصري بفضل مرونته وتنوع استخداماته.

فهم الفروق بين الكحل الطبيعي والصناعي يساعدك على اختيار النوع المناسب لصحة عينك وإطلالتك الجمالية.

الكحل الطبيعي (مثل كحل الأثمد أو حجر الكحل)

يُستخرج من حجر معدني يُطحن يدويًا إلى بودرة ناعمة، يتميز هذا النوع بأنه خالٍ من المواد الكيميائية والأصباغ الصناعية، ما يجعله لطيفًا على العين، ولونه طبيعي يميل إلى الرمادي الغامق وليس الأسود الفاحم.

كما يحتوي على معادن مفيدة تساعد على تنظيف العين وتقوية الرموش، ويقلل من احتمالية الحساسية خاصة لأصحاب العيون الحساسة.

إضافة إلى ذلك، للكحل الطبيعي فوائد صحية معروفة في الطب الشعبي، مثل تهدئة العين، تعزيز نظافتها، وزيادة كثافة الرموش مع الوقت، مما يجعله ليس مجرد مستحضر تجميلي بل وسيلة علاجية ووقائية عند استخدامه بشكل صحيح.

الكحل الصناعي (مثل الكحل السائل أو قلم الكحل)

يُصنع داخل المصانع باستخدام أصباغ لونية ومواد كيميائية ومثبتات تساعده على الثبات والانسياب بسهولة عند التطبيق، مما يجعله قادرًا على رسم خطوط دقيقة وواضحة.

ويتميز هذا النوع بتوفره في ألوان متعددة مثل الأسود والبني والأزرق، ويمنح العين مظهرًا جماليًا احترافيًا يناسب مختلف الإطلالات.

ومع ذلك، قد يسبب تهيجًا أو التهابًا لدى أصحاب العيون الحساسة بسبب مكوناته الكيميائية، لذلك يُعد الكحل الصناعي خيارًا تجميليًا بحتًا، وليس له فوائد صحية مثل الكحل الطبيعي.

تقليل الالتهابات: يحتوي كحل الأثمد على مركبات طبيعية مضادة للبكتيريا، مما يساعد في حماية العين من الالتهابات البكتيرية الشائعة مثل الاحمرار أو الحكة، ويقلل من احتمالية التهيج الناتج عن العوامل البيئية مثل الغبار أو الرياح. تقوية الرموش: عند استخدام كحل الأثمد بانتظام، يعمل على تغذية بصيلات الرموش وزيادة تماسكها، مما يقلل من تساقطها ويجعل الرموش أكثر كثافة وقوة مع مرور الوقت. تعزيز سواد العين: يعطي كحل الأثمد العين لونًا داكنًا طبيعيًا ويزيد من نقاء ووضوح بياض العين، وهو السبب في تسميته تاريخيًا بـ "سواد العين"، حيث يعكس صحة العين وحيويتها. تنشيط الغدد الدمعية: يحفّز الكحل الغدد المسؤولة عن إفراز الدموع، مما يساعد على الحفاظ على ترطيب العين الطبيعي ومنع الجفاف، وهو أمر مهم لصحة القرنية والراحة البصرية، خاصة في البيئات الجافة أو الملوثة.

لضمان الاستفادة من الكحل بأمان وحماية العين من الالتهابات أو التهيج، يمكن اتباع الإرشادات التالية:

اختيار كحل طبيعي موثوق المصدر: يُفضل استخدام الكحل الطبيعي، خاصة إذا كنتِ تبحثين عن فوائده العلاجية لصحة العين والرموش.

شحنه قبل النوم إذا كان طبيعيًا: يحتاج الكحل الطبيعي إلى بعض الوقت ليؤدي مفعوله، لذلك يُنصح بوضعه قبل النوم للاستفادة القصوى.

تنظيف العين قبل الاستخدام: تأكدي من نظافة العين لإزالة أي شوائب أو إفرازات قد تنتقل مع الكحل وتسبب التهيج.

وضع خط خفيف داخل الجفن: لا تبالغي في كمية الكحل؛ يكفي خط رفيع لتحقيق الفائدة دون إجهاد العين.

تجنّب مشاركة الكحل مع الآخرين: الأدوات الشخصية يجب ألا تُشارك لتجنب نقل العدوى أو الالتهابات.

الجمال الداخلي والخارجي مترابطان، والفائدة التجميلية للكحل تعود على النفسية أيضًا، فالعين هي أول ما يُلاحظ في الوجه، وعندما تبدو براقة وواضحة ومحددة، تزداد ثقة الشخص بنفسه وإحساسه بتميز إطلالته، الكحل يمنح المرأة شعورًا بالتألق، ويُضفي على ملامحها قوة ونعومة في آنٍ واحد، وهو ما يفسر حضوره في ثقافات العالم عبر العصور.

الكحل ليس مجرد مستحضر تجميلي عابر؛ إنه إرث حضاري يحمل بين طياته فوائد صحية وجمالية يجدر بنا أن نعرفها ونستفيد منها، سواء اخترتِ الكحل الطبيعي للحصول على فوائده العلاجية، أو الصناعي لإطلالة جمالية أكثر دقّة، فإن استخدامه بحكمة ونظافة يضمن لك نتائج رائعة دون أضرار.

يبقى الكحل رمزًا للنظرة العربية العميقة، وسلاحًا جماليًا يزيد من سحر العين ويُبرز ملامحها، ومع ذلك فهو أيضًا كنز طبيعي يدعم صحة العين ويحافظ على رونقها.