ليبيا.. إطلاق "الحوار المهيكل" كمسار وطني شامل يمتد 6 أشهر لتهيئة ليبيا للانتخابات - وضوح نيوز

أطلقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، من العاصمة طرابلس أعمال «الحوار المهيكل»، مؤكدة أنه يمثل إحدى الركائز الأساسية لخارطة الطريق السياسية التي تيسّرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ويهدف إلى إطلاق عملية ليبية شاملة تمهّد لتهيئة البيئة الملائمة لإجراء الانتخابات.

وفي كلمتها الافتتاحية، رحّبت تيتيه بالمشاركين، مشددة على أهمية انعقاد الحوار داخل ليبيا، باعتبار أن مناقشة مستقبل البلاد يجب أن تتم على أرضها وبمشاركة أبنائها. وأوضحت أن «الحوار المهيكل»، الذي أُعلن عنه رسمياً في 21 أغسطس 2025، يشكّل منصة وطنية جامعة تتيح لمختلف شرائح المجتمع الليبي الإسهام في صياغة برنامج العمل الوطني ورسم ملامح المرحلة المقبلة.

وكشفت المبعوثة الأممية أن عدد المشاركين في الحوار بلغ 124 شخصاً من مختلف المناطق والخلفيات، بينهم 81 رجلاً و43 امرأة، إضافة إلى 13 شاباً، وممثلين عن المكونات الثقافية واللغوية، وأشخاص من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة النساء بلغت نحو 35%، في خطوة تعكس التزام البعثة بمبادئ الشمول والتنوع.

وأوضحت تيتيه أن اختيار المشاركين جرى عبر عملية ترشيح دقيقة شملت البلديات، والأحزاب السياسية، والجامعات، والمؤسسات الفنية والأمنية، والكيانات الثقافية، إلى جانب أكثر من ألف ترشيح طوعي تقدم بها مواطنون ليبيون، مؤكدة أن معايير الاختيار استندت إلى الخبرة، والقدرة على بناء التوافق، وتغليب المصلحة الوطنية.

وفي هذا الإطار، أقرت بأن عدداً من الليبيين لم يتمكنوا من المشاركة، إما بسبب محدودية العدد أو لأسباب سياسية، داعية إياهم إلى مواصلة الانخراط عبر المنصات الرقمية واستطلاعات الرأي التي أطلقتها البعثة، ومشددة على أن العملية مفتوحة لكل الليبيين داخل قاعة الحوار وخارجها.

وحول دوافع إطلاق الحوار، أكدت تيتيه أن إيصال صوت الشعب الليبي يشكل جوهر المسار السياسي الذي تيسّره الأمم المتحدة، انسجاماً مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى مسار شامل يقوده الليبيون بأنفسهم. وذكّرت بتشكيل لجنة استشارية من 20 خبيراً ليبياً في وقت سابق من العام لمعالجة الخلافات المتعلقة بالقوانين الانتخابية، مشيرة إلى أن توصياتها أسهمت في بلورة خارطة الطريق الحالية.

وأعلنت المبعوثة الأممية أن جلسات الحوار ستنطلق فعلياً في يناير 2026، وتمتد من أربعة إلى ستة أشهر، لتناقش أربعة محاور رئيسية هي: الحوكمة، والاقتصاد، والأمن، والمصالحة الوطنية وحقوق الإنسان. ويهدف الحوار إلى الخروج بتوصيات عملية عاجلة لتحسين الحوكمة وتهيئة الأجواء للانتخابات، إلى جانب مقترحات سياسية وتشريعية تعالج جذور النزاع، وصولاً إلى رؤية وطنية موحدة تعزز الاستقرار.

وأكدت تيتيه أن الحوار، رغم تيسيره من قبل البعثة الأممية، يظل حواراً «ليبي- ليبي» في جوهره، تعتمد نتائجه على المشاركين وعلى تفاعل الليبيين عبر المنصات الرقمية والحوارات المجتمعية الموازية. وكشفت في هذا السياق عن إنشاء تجمع نسائي موازٍ، ومنصة رقمية مخصصة للشباب، إلى جانب مشاورات مع الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان إدماج أولوياتهم.

وشددت على أن الحوار سيُدار وفق أعلى معايير الشمول والاحترام، مع توفير بيئة آمنة للنقاشات البنّاءة، محذّرة من أن أي خرق لمدونة السلوك قد يؤدي إلى الاستبعاد حفاظاً على سلامة العملية.

وفي ختام كلمتها، جدّدت تيتيه تأكيد دعم مجلس الأمن والمجتمع الدولي لمسار يقوده الليبيون ويمسكون بزمامه، معتبرة أن «الحوار المهيكل» يمثل فرصة حقيقية لتعزيز الحكم الرشيد، وتوحيد المؤسسات، ودفع مسار المصالحة الوطنية، وصولاً إلى ليبيا أكثر استقراراً وازدهاراً، مثمنةً في الوقت ذاته دعم الدول المانحة وحضور ممثلي المجتمع الدولي.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك