كأس عاصمة مصر... مشاركة اضطرارية ومنافسة حقيقية - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كأس عاصمة مصر... مشاركة اضطرارية ومنافسة حقيقية - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2025 10:15 مساءً

على الرغم من وصول كأس عاصمة مصر لكرة إلى دورتها الخامسة، وإصرار الاتحاد المحلي على استمرارها عبر لوائح ملزمة وعقوبات تُفرض على الأندية المنسحبة، فإن البطولة لا تزال عاجزة عن انتزاع الاهتمام الحقيقي من كبار الكرة المصرية.

تنظر الأندية الجماهيرية إلى البطولة باعتبارها عبئاً إضافياً في رزنامة مكتظة؛ ضغط بطولات محلية وقارية، سباق دوري لا يحتمل المجازفة، ومطالب جماهيرية لا تعترف إلا بالنتائج الكبرى. لذلك، تأتي المشاركة - في أغلب الأحيان - شكلية، بقوائم مطعّمة بالناشئين ولاعبين من خارج الحسابات الأساسية، وتجارب فنية تفتقر إلى الجدية التنافسية، لا تعكس رغبة حقيقية في المنافسة أو التتويج.

هذه النظرة لم تعد مجرد انطباع، بل تحولت إلى توجه مُعلن. ففي تصريحات أخيرة، أوضح مدرب الأهلي يس ثوروب بأن الفريق، برغم حاجته إلى الفوز في مباراته الأخيرة أمام إنبي، فإن الأولوية الحقيقية كانت لاختبار الناشئين واللاعبين الذين لا يحصلون على فرص منتظمة. تصريح كاشف، لا يحمل أي تقليل من قيمة البطولة بقدر ما يضعها في موقعها الواقعي داخل حسابات الكبار: مساحة للتجربة، لا ساحة للرهان.

في المقابل، تبدو الصورة مختلفة تماماً عند أندية الوسط. هناك، لا تُعامل البطولة كحمل زائد، بل كفرصة نادرة للظهور، والمنافسة، لتحقيق بطولة تُسجل في التاريخ، ولمضاعفة الثقة داخل مشروع فني يبحث عن أي مساحة للنجاح. لذلك نرى حماساً أعلى، وجدية أكبر، ورغبة حقيقية في التتويج، ولعل المثال الأبرز سيراميكا كليوباترا، حامل لقب آخر ثلاث دورات.

 

بطولة تُلعب بلا هوية، وكبار يشاركون لتفادي العقاب. (وكالات)

بطولة تُلعب بلا هوية، وكبار يشاركون لتفادي العقاب. (وكالات)

هذه الازدواجية تطرح سؤالًا مشروعًا: لماذا لم تنجح البطولة في توحيد دوافع المشاركين؟ والإجابة هنا لا تتعلق فقط بعقلية الأندية، بل بشكل مباشر بطريقة إدارة المسابقة التي لم تحسم بعد هل هي بطولة رديفة بلا روح أم منصة تنافسية قابلة للتطوير؟

عند النظر إلى تجربة كأس الرابطة الإنكليزية، نجد صورة مختلفة. صحيح أن أندية القمة هناك لا تمنح البطولة الأولوية القصوى، لكنها لا تتعامل معها باعتبارها عبئاً مفروضاً. والسبب؟ وضوح الدور. البطولة معترف بها كمساحة لتدوير اللاعبين واختبار الشباب، لكنها في الوقت ذاته تمنح حوافز حقيقية: مكاسب مالية، قيمة تاريخية، ومقعداً أوروبياً يرفع من وزن المنافسة ويجعل المجازفة مبررة.

أما في الحالة المصرية، فاتحاد الكرة اختار سياسة الفرض لا الإقناع فأعلن: عقوبات بدل الحوافز، إلزاماً بدل التطوير، لا مكاسب قارية، ولا وزن حقيقياً في ترتيب الموسم، ولا قيمة تسويقية تُغري الكبار بالمجازفة، وتنظيماً شكلياً من دون رؤية تسويقية أو فنية متكاملة. والنتيجة بطولة تُلعب بلا هوية، وكبار يشاركون لتفادي العقاب.