نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العتبات المقدسة في العراق تفتح باب التوظيف... أم عمليات احتيال؟ النهار تتحقق FactCheck - وضوح نيوز, اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 08:35 صباحاً
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم بشأن فتح ديوان الوقف الشيعي باب التوظيف للعراقيين في ملاكات العتبات المقدسة، مرفقة بروابط للتقديم على الوظائف المزعومة. إلا أنَّه حذار. هذه الروابط احتيالية، ولم يعلن الوقف الشيعي فتح باب التوظيف حديثاً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة لقائمة أسماء ومعلومات عن أشخاص قُبِلوا، وفقاً للمزاعم، في وظائف "حفظ النظام" في العتبات المقدّسة. وكُتِب معها: "يتم الآن التدقيق في استمارات المتقدمين الى تعيينات العتبات المقدسة بالتدريج. غداً يتم إغلاق الرابط". وأُرفقت الصورة برابطين مزعومين للتوظيف: "انتباه، الاستمارات التي لا تحتوي على رسوم الاستمارة يتم حذفها خلال وقت التدقيق، لذلك يرجى إعادة ملء استمارة جديدة والحرص على تسديد الرسوم لضمان قبول الاستمارة"، وفقا لما جاء فيهما.
لقطة شاشة للصورة المتداولة بالمزاعم الخاطئة (تيليغرام)
وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بالتحقق من مصدر نشر التوظيفات المزعومة، وهو صفحة في تطبيق تيليغرام اسمها "ديوان الوقف الشيعي قسم المعلومات"، تبيّن أنّها صفحة غير رسمية لديوان الوقف الشيعي وغير مشار إليها على موقعه الرسمي، ويختلف محتواها تماماً عن محتوى الصفحات الرسمية للوقف.
2- تفحّصنا الرابطين المشار إليهما في الادّعاء، وتبيّن أنّهما لا يتبعان الوقف السني أو الحكومة العراقية، أو مجلس الخدمة الاتّحادي. وهما معدّان بواسطة خدمة مقدمة من شركة "Microsoft"، ويمكن أي شخص إنشاء استمارة مشابهة بسهولة.
لقطة شاشة للرابط الأول
لقطة شاشة للرابط الثاني
3- راجعنا محتوى الرابط، وتبيّن أنَه يطالب بمعلومات شخصية، إضافة إلى شرط الدفع عن طريق كتابة رقم بطاقة تعبئة الاتّصالات. لكنّ هذا الأمر غير معمول به في العراق، ولا تطلب المؤسسات الرسمية عادةً الدفع بهذه الطريقة أو استحصال رسوم مقابل التقديم على وظيفة.
لقطة شاشة لمحتوى الرابط المنشور
4- نشر ديوان الوقف الشيعي، في صفحته الرسمية في الفايسبوك، بياناً بشأن هذه الروابط المتداولة، استنكر فيه "هذه الأساليب المغرضة"، ونفى صحة خبر فتح باب التوظيف فيه.
لقطة شاشة لبيان الوقف الشيعي (فايسبوك)
وحذّر المواطنين من "الوقوع تحت طائلة النصب والاحتيال من قبل ذوي النفوس الضعيفة الذين يعملون على ابتزاز المواطنين. وقال: "نحتفظ بحقنا في ملاحقة هؤلاء ومحاسبتهم وفق القانون"، منبهاً إلى أنَّه يمتلك حساباً رسمياً واحداً على منصّة تيليغرام.
وتشير جميع المعطيات السابقة إلى أنَّ الادّعاء يمثّل عملية احتيال واستغلال ممنهجة، تتم من خلال استغلال اسم الوقف الشيعي لأغراض الاحتيال المالي وجمع بيانات المستخدمين، في ظل توجيه هذه المعلومات إلى جهات غير معروفة وغير رسمية، ممّا يشكّل خطراً جسيماً تترتّب عليه تداعيات متعدّدة، أبرزها انتهاك خصوصية المستخدمين، واستغلال بياناتهم الشخصية، إضافة إلى سرقة أموالهم.
ويأتي تداول هذه المزاعم في سياق ظروف اقتصادية متذبذبة وارتفاع معدلات البطالة في العراق، لا سيّما بين فئة الشباب، مما يجعل أي حديث عن فرص تعيين في مؤسسات دينية أو رسمية، مثل العتبات المقدّسة، مادة جذابة وسريعة الانتشار.
وتستغل هذا السياق عادةً جهات احتيالية تعتمد على خلق شعور بالإلحاح، عبر عبارات مثل "إغلاق الرابط" و"تدقيق الأسماء"، مع إرفاق قوائم وأرقام وروابط توحي بالشرعية، مستفيدةً من الثقة المجتمعية بالوقف الشيعي والرمزية الدينية للعتبات.