بين الطبيعة والانسان… قدرٌ يُكتَب - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الطبيعة والانسان… قدرٌ يُكتَب - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 11:15 صباحاً

 ليليان خوري

 

 

ما أجمل هذا التواطؤ بين المطر والإحساس. شعور جميل يطؤك من رأسك حتى أخمص قدميك.
منذ زخات المطر الأولى، تزداد في نفسك مشاعر رقيقة، لا تجيد تفسيرها، تشعل في الروح جمرات نار من العواطف على الرغم من برودة الطقس خارجاً.
جميل هذا التواطؤ بين البرودة خارجاً والدفء في داخلك. فكيف يتفقان على الرغم من التناقض الكبير بينهما.
هذه المعاكسة في الطبيعة داخل البيت وخارجه، تنعكس على روح المرء وأعماقه.
يمّر زمنٌ طويل من العمر، يفقد المرء في داخله الرغبة والمشاعر والسعادة وحتى الحزن. 
وفجأة وبسحر ساحر تنقلب الذات البشرية وتختلط الأمور والشهوات في أعماق النفس. ليبلغ المرء في إداركه الباطني أن الرغبة والإحساس والحياة في داخلك دائماً حاضرين كي يتهيأوا في أية لحظة مباغتة للخروج من الحفرة المطمورة في دواخل الروح.
جعل المرء مع العمل والوقت من جسده وروحه "روبوتاً" جامداً لا يتحرّك ولا ينفعل ولا يتأثر. 
ثم، في لحظةٍ عابرة، تتداخل الطبيعة مع الإنسان. وترسمَ صوراً ملوّنة مبهمة عصية على التفسير، لتنسج تواطؤاً محبباً من الأحاسيس والأفكار الجميلة كفيلة أن تمدَّ القلب بأوكسجين الحياة والشاعرية اللطيفة.
من عجائب الكون، أن تتفوّق قدرة الطبيعة، على قدرة الإنسان. وتسير به في قدرٍ آني ولو قصير الى آخَرَ أجمل مما أوجد نفسه فيه.

pexelspixabay459451_105122.jpg

قدرُ الإنسان زائف يتلاشى فيه العمر والصبا بين الهموم وتراكم المسؤوليات.
في قدر الطبيعة تحيا تناقضات مختلفة، تعكسُ في ذاتك جمال هذا الاختلاف الذي يتكوّن منه. 
فهو شفّاف وغبش، صاخب وهادئ، مفرح ومحزن. هذا التباين والتغاير في التوصيف والمواصفات كفيلة وحدها أن تخلق تمرداً في مزاج البشر، تشعرهم أنهّم ما يزالون أحياء يرزقون.