رئيس وزراء العراق متهم بسرقة أموال البلد؟ النهار تتحقق FactCheck - وضوح نيوز

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً إلى زعيم ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي بأنَّ "العراق لديه موازنة تعادل موازنات عشر دول أوروبية، لكن تمّت سرقتها بأمر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني". إلا أنَّ هذا التصريح مختلق، ولم تنشره وكالة "ميل" الإخبارية. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، قالب إخباري حمل شعار وكالة "ميل" الإخبارية يتضمّن صورة للمالكي مع تصريح جاء فيه (من دون تدخّل): "هناك اموال في العراق تعادل موازنة 10 دول اوروبية، لكن الفاسدين سرقوها بأمر من السوداني".

الخبر الزائف المتناقل (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- تخلو المصادر الرسمية المرتبطة بالمالكي من أي تصريح مشابه. وقد بحثنا في صفحاته الخاصة على منصّات التواصل الاجتماعي، وصفحة ائتلافه، وقناة "آفاق" التي يملكها، ووسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، ضمنها وكالة "ميل" الإخبارية، ولم نعثر على التصريح المتناقل. إضافة إلى ذلك، لم تعلن الجهات الرسمية العراقية او غيرها أي سرقة في الموازنة المالية للعراق.

2- راجعنا صفحات وكالة "ميل"، ولم نجد أثراً للتصريح فيها. كذلك، لاحظنا أنَّ القالب الإخباري المتناقل يخلو من تاريخ أسفله، بينما تذكر الوكالة التاريخ في أي خبر تنشره، وفقاً لما يشاهد في قوالبها الاخبارية المعتمدة. ولفتنا أيضا اختلاف نوع الخط المستخدم في القالب المتناقل عن الذي تستخدمه الوكالة عادةً، فضلاً عن أخطاء نحوية واضحة في صياغته، وهذا نادراً ما يحصل لدى الوكالات المهنية.

3- خلال البحث في صفحات "ميل"، تعرّفنا إلى صورة مطابقة تماماً للقالب المتداول، لا سيما صورة المالكي والتصميم، الأمر الذي يشير إلى أنَّه تمّ تعديله باستخدام أدوات تعديل الصور، واستبدال النص الأًصلي فيه بالزائف. وارتبط الخبر الأصلي بدعوة المالكي إلى إعادة قوانين "السلّة الواحدة" إلى البرلمان لوجود أخطاء في تشريعها.

لقطة شاشة للتصريح الأصلي (فايسبوك)

خلافات وحساسيات

ويأتي تداول هذا التصريح الخاطئ، في ظل استمرار القوى السياسية، خصوصاً الإطار التنسيقي الشيعي، في التباحث بشأن اختيار رئيس الوزراء المقبل.

ومن أبرز المرشحين للمنصب، المالكي والسوداني، وسط خلافات وحساسيات بينهما، بسبب " target="_blank">إصرار الأخير على أحقّيته بولاية ثانية، و" target="_blank">انتقاد المالكي في شكل مستمر للأداء الحكومي. 

وفي هذا السياق، قال القيادي في ائتلاف "الإعمار والتنمية" الذي يتزعمه السوداني، خالد وليد، لوكالة "شفق نيوز"، إنَّ اللجنة التفاوضية الخاصة بالائتلاف تجري حوارات مع كل القوى السياسية، بهدف الحصول على ولاية ثانية للسوداني.

وأوضح أنَّه لا يوجد لغاية الآن مرشحون رسميون لرئاسة الوزراء إلّا اثنين، السوداني والمالكي. أما سائر المرشحين الذين يتم تداول اسمائهم في الإعلام، فيتم طرحها على طاولة التفاوض "من باب المناورة وكسب الوقت".

وتتّجه الأنظار إلى الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد، والتي ينطلق فيها الفصل التشريعي وإجراءات اختيار الرئاسات الثلاث. وحدد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد تاريخ 29 من ديسمبر/كانون الأول الجاري موعداً لانعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب.