حصاد 2025.. ماذا قدمت الحكومة للشعب المصري في مجال النقل؟ - وضوح نيوز

لم يعد الانتقال في مصر مجرد رحلة من نقطة إلى أخرى، بل أصبح مؤشرًا واضحًا على حجم التغيير الذي تشهده الدولة على الأرض. ففي عام 2025، تحوّل قطاع النقل إلى ورشة عمل مفتوحة، أعادت رسم خريطة الحركة بين المدن والمحافظات، وربطت الماضي الثقيل للبنية التحتية بمستقبل يعتمد على السرعة والتكنولوجيا والاستدامة، فما بين قطارات كهربائية تشق الصحراء، ومونوريل يحلّق فوق الزحام، وشبكات نقل جماعي حديثة، يطرح حصاد 2025 سؤالًا مهمًا: ماذا قدمت الحكومة للمواطن المصري في واحد من أكثر القطاعات تماسًا مع حياته اليومية؟

حصاد وزارة النقل في عام 2025

شهد قطاع النقل في مصر خلال عام 2025 طفرة غير مسبوقة، في إطار خطة الدولة لتطوير البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ووفق بيانات وزارة النقل، تجاوزت إجمالي الاستثمارات الموجهة لمشروعات النقل خلال السنوات الأخيرة تريليوني جنيه، كان لقطاع النقل نصيب كبير منها في 2025، بهدف إنشاء منظومة حديثة وآمنة ومستدامة تخدم أكثر من 110 ملايين مواطن.

وفي مقدمة هذه المشروعات، يأتي مشروع القطار الكهربائي السريع، الذي يُعد أضخم مشروع نقل بري تشهده مصر، حيث تصل أطوال خطوطه إلى نحو 2000 كيلومتر، ويضم أكثر من 60 محطة، بسرعة تشغيلية تصل إلى 250 كم/ساعة، وتشير التقديرات إلى أن الشبكة قادرة على نقل ملايين الركاب سنويًا، مع تقليص زمن الرحلات بين القاهرة والإسكندرية إلى نحو ساعتين فقط، وربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط لأول مرة عبر نقل جماعي سريع.

وفي مجال النقل داخل المدن، واصلت الحكومة تنفيذ مشروعات المونوريل بشرق وغرب النيل، بإجمالي أطوال تتجاوز 100 كيلومتر ونحو 35 محطة. ويستهدف المونوريل نقل ما يقرب من مليون راكب يوميًا عند اكتمال التشغيل، بما يسهم في تقليل الزحام المروري بنسبة ملحوظة داخل القاهرة الكبرى، خاصة على المحاور المؤدية إلى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر.

مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) يغيّر خريطة التنقل في القاهرة الكبرى

وعلاوة على ما سبق، شهد عام 2025 تقدمًا كبيرًا في تنفيذ وتشغيل مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) على الطريق الدائري، بطول يقارب 110 كيلومترات، ويضم نحو 48 محطة، ومن المتوقع أن يخدم المشروع أكثر من 3 ملايين راكب يوميًا، مع خفض زمن الرحلات بنسبة تصل إلى 40%، وتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل التقليدية.

وعلى صعيد السكك الحديدية، واصلت الدولة تنفيذ خطة تحديث شاملة، شملت إدخال مئات العربات الجديدة والجرارات الحديثة، وتطوير نظم الإشارات على آلاف الكيلومترات من الخطوط، كما تُعد محطة بشتيل الجديدة نموذجًا لهذا التطوير، حيث صُممت لاستيعاب أكثر من 250 ألف راكب يوميًا، وتخدم خطوط الصعيد الرئيسية، بما يخفف الضغط عن محطة رمسيس التي كانت تستقبل أعدادًا ضخمة من الركاب تفوق طاقتها التشغيلية.

الطرق والكباري والنقل الأخضر.. بنية تحتية تدعم التنمية المستدامة

وفيما يخص الطرق والكباري، استكملت الحكومة خلال 2025 تنفيذ وتطوير شبكة طرق تجاوز طولها الإجمالي 7 آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة والمطورة، إلى جانب إنشاء مئات الكباري والأنفاق، وأسهمت هذه المشروعات في خفض معدلات الحوادث على الطرق السريعة، وتحسين زمن نقل البضائع بين الموانئ والمناطق الصناعية، بما يدعم حركة التجارة الداخلية والخارجية.

وتزامن ذلك مع توجه متزايد نحو النقل الأخضر، حيث تعتمد مشروعات مثل القطار الكهربائي السريع، والمونوريل، وBRT على الطاقة الكهربائية، وهو ما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمئات الآلاف من الأطنان سنويًا، وفق تقديرات رسمية، كما يجري العمل على دمج وسائل النقل المختلفة ضمن منظومة واحدة ذكية تسهّل حركة المواطنين وتقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وفي المجمل، يعكس حصاد 2025 في قطاع النقل تحولًا حقيقيًا في فلسفة إدارة هذا القطاع الحيوي، من الاعتماد على الحلول التقليدية إلى بناء منظومة حديثة قائمة على الأرقام والتكنولوجيا والاستدامة، بما يضع مصر على خريطة الدول التي تمتلك بنية نقل متطورة قادرة على دعم النمو الاقتصادي وخدمة المواطن بكفاءة.

اقرأ أيضاً
بالتزامن مع تنفيذ خطة شاملة للتطوير.. «النقل» تدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في النقل النهري

الهيئة القومية للأنفاق توفر وسائل دفع متنوعة وعملية بشبكة المترو والقطار الكهربائي الخفيف LRT

موعد تشغيل مترو الإسكندرية.. «النقل» تكشف آخر التطورات في المرحلة الأولى والثانية