نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف حوّلت «أم الدمى» الخيال إلى ثروة؟ - وضوح نيوز, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 03:30 مساءً
قبل شروق الشمس، تبدأ صانعة المحتوى الأمريكية جينا كاسوف يومها بروتين أمومي يبدو عادياً في ظاهره، لولا تفصيلة صادمة تقلب المشهد بالكامل. جينا توقظ 20 طفلاً كل صباح، تطعمهم وتغيّر لهم وتلاعبهم، لكن أياً منهم ليس بشراً. جميعهم دمى فائقة الواقعية بملامح تخدع العين وتثير الجدل.
تعيش كاسوف في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري، وتصف نفسها بلقب «أم الدمى»، بعد أن نجحت في تحويل شغف غريب إلى مشروع رقمي يدرّ أموالاً طائلة. ففي أقل من عام واحد، كشفت أنها حققت أكثر من 200 ألف دولار من قناتها على يوتيوب، متجاوزة مجموع ما جنته هي وزوجها طوال حياتهما المهنية.
من هواية هامشية إلى تجارة رابحة
تمتلك جينا وهي في الأربعينات من عمرها ومتزوجة وأم لخمسة أبناء بالغين حقيقيين، مجموعة من دمى «ريبورن» المصنوعة من السيليكون والفينيل الفاخر، تُنحت وتُطلى يدوياً بدقة تجعلها تبدو كأطفال حقيقيين. وبدأت جمع هذه الدمى عام 2020، وتتراوح أسعار الواحدة منها بين 2000 دولار وعشرة آلاف دولار بحسب التفاصيل.
وفي مارس 2024 أطلقت قناتها تحت اسم «الدمى ليست حقيقية»، حيث بدأت توثيق يوميات أمومة افتراضية كاملة: إطعام، وتغيير حفاضات، وملابس جديدة، ونزهات تسوق، وأصوات وشخصيات مستقلة لكل دمية.
لم تمضِ سوى أسبوعين حتى تحولت القناة إلى مصدر دخل ثابت، وجذبت أكثر من 30 ألف مشترك يتابعون تفاصيل روتين الصباح، والأنشطة المدرسية التمثيلية، وأيام المرض والاحتفالات بالأعياد. ورغم أن إعداد الفيديو الواحد يستغرق أكثر من خمس ساعات تصويراً وتحريراً، فإن التفاعل المتزايد جعل التجربة مربحة بشكل لافت.
وتقول صانعة المحتوى جينا كاسوف إن جمهورها الأساسي فتيات صغيرات دون سن 12 عاماً، يرسلن رسائل مؤثرة مثل: «هل يمكنك أن تكوني أمي؟» أو «أبي غادر منزلنا». هذه الرسائل جعلتها تدرك أن المحتوى تجاوز الترفيه ليصبح مساحة أمان عاطفي.
كما تتابعها نساء بالغات وجدن في دمى ريبورن وسيلة للتعامل مع الفقد، أو الإجهاض، أو العقم، أو الشعور بالوحدة، وهو ما دفعها إلى الدفاع عن هذه الهواية باعتبارها دعماً نفسياً لا وصمة اجتماعية.
ورغم النجاح، تواجه «أم الدمى» سيلاً من الانتقادات، إذ يصفها البعض بالمخيفة أو المثيرة للقلق. لكنها ترد بسؤال مباشر: لماذا يُتقبل لعب الرجال البالغين بألعاب الفيديو والتمثيل التنكري، بينما يُهاجم لعب النساء بالدمى؟ وتؤكد أن ما تتعرض له ليس سوى معايير مزدوجة.
ووفق ما نقلته صحيفة نيويورك بوست، ترى الطبيبة النفسية ليزلي كويبل أن لعب النساء البالغات بالدمى لا يُعد اضطراباً نفسياً بالضرورة، بل قد يكون شكلاً من اللعب الإبداعي أو التفريغ العاطفي، طالما لا يؤثر في الحياة اليومية أو العلاقات الاجتماعية.
وتؤكد «أم الدمى» أن دميتها الأشهر «بيبا»، ذات العامين بشخصيتها الجريئة، تحتل مكانة خاصة في قلبها، وقد استوحت ملامحها من ابنتها الصغرى. وتحرص على توضيح أنها لا تهدر الموارد، إذ تستخدم حليب أطفال منتهي الصلاحية من بنوك الطعام، وتعيد استخدام العبوات، وتتصدق بالملابس لاحقاً.
وتختتم صانعة المحتوى الأمريكية جينا كاسوف رسالتها بقولها إنها تقدم محتوى عائلياً بسيطاً للفتيات والنساء، دون رسائل خفية، بينما تواصل حصد آلاف الدولارات من عالم افتراضي نجحت في تحويله إلى واقع مربح.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : كيف حوّلت «أم الدمى» الخيال إلى ثروة؟ - وضوح نيوز, اليوم الأحد 21 ديسمبر 2025 03:30 مساءً