جماعات مسلّحة تتنافس على ملء فراغ "حماس" في غزة... هل ينزلق القطاع إلى صراع داخلي؟ - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جماعات مسلّحة تتنافس على ملء فراغ "حماس" في غزة... هل ينزلق القطاع إلى صراع داخلي؟ - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 22 ديسمبر 2025 07:05 صباحاً

في أعقاب الحرب في قطاع وتراجع قبضة "حماس"، تشهد غزة واقعاً جديداً حيث تتنافس ميليشيات مسلحة صغيرة، بعضها مدعوم من إسرائيل، على ملء الفراغ القائم، خاصة في أجزاء غزة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. 

في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر، اغتيل الشيخ محمد أبو مصطفى بإطلاق نار من مسلح على دراجة نارية عقب خروجه من مسجد في جنوب غزة. وتبادلت الجماعات الفلسطينية الاتهامات حول الجهة المنفذة، مشيرة إلى ميليشيا محلية مدعومة من إسرائيل يقودها حسام الأسطل الذي نفى مسؤوليته ورحب بمقتل أي عضو في "حماس"، بينما تواصل جماعته شن هجمات ضد الحركة الفلسطينية من مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

سيطرت جماعة الأسطل الغامضة التي تطلق على نفسها اسم "قوة مكافحة الإرهاب"، على قرية في الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل من خان يونس في جنوب غزة. ومن هناك، تشن غارات ضد "حماس" بينما تحاول زيادة عدد أتباعها المحليين.

 

قائد قوة مكافحة الإرهاب حسام الأسطل يطلق النار من سلاحه الآلي في غزة، (قوة مكافحة الإرهاب/فايسبوك).

قائد قوة مكافحة الإرهاب حسام الأسطل يطلق النار من سلاحه الآلي في غزة، (قوة مكافحة الإرهاب/فايسبوك).

 

ومع بدء تهدئة الأوضاع بعد حرب وحشية استمرت عامين، انقسمت غزة إلى قسمين. تعيد "حماس" توطيد سيطرتها على النصف الغربي من القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل، وتظل القوة المهيمنة في المنطقة التي يعيش فيها الغالبية العظمى من سكان غزة. لكن شرق ما يسمى بالخط الأصفر – وهو حدود عسكرية إسرائيلية – لا يزال يعيش عدد قليل نسبياً من المدنيين. وهناك، في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، تحاول الجماعات المسلحة الصغيرة فرض سيطرتها وتوسيع نفوذها.

 

المصادر: الجيش الإسرائيلي/الرسم البياني: سي ان ان.

المصادر: الجيش الإسرائيلي/الرسم البياني: سي ان ان.

 

تحت مراقبة إسرائيلية لصيقة، تعمل الآن خمسة فصائل على الأقل داخل الخط الأصفر. ما بدأ كعصابات متفرقة وانتهازية تستغل فوضى الصراع، تحول إلى شبكة منسقة من الميليشيات المسلحة التي تضع نفسها علناً في موقع يؤهلها للعب دور في غزة بعد الحرب في حال إزاحة "حماس" من السلطة، بحسب شبكة "سي إن إن".

ويقول خبير الشؤون الإسرائيلية فايز عباس لـ"النهار": "هذه المجموعات التي يدعمها جيش الاحتلال بالسلاح والعتاد تحاول أن تكون بديلاً لحماس في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وتحظى بدعم إسرائيلي - على الأقل كما نشر الإعلام الإسرائيلي صوراً وتقارير عن هذه المجموعات - لكن حتى جيش الاحتلال على قناعة بأنه عندما يرفع الغطاء عن هؤلاء فإنهم سينتهون على المستوى الأمني وحتى الشعبي".

 

فلسطينيون في غزة، (ا ف ب).

فلسطينيون في غزة، (ا ف ب).

 

وبرغم صغر حجمها وافتقارها إلى المهارة لتحل محل "حماس"، فقد أدخلت هذه الميليشيات غزة بالفعل في مزيد من عدم الاستقرار. باستخدام هجمات الكر والفر، حاولت هذه الجماعات تحدي "حماس" التي عززت سلطتها في المناطق التي لم تعد تحت سيطرة إسرائيل منذ وقف إطلاق النار. 

وإذ تشعر "حماس" بالقلق إزاء وضعها، فإنها تعمل الآن على مطاردة هذه الميليشيات، فيما يزداد قلق الفلسطينيين العاديين من أن ينزلق القطاع الذي مزقته الحرب إلى صراع أهلي مفتوح. 

ويضيف عباس: "هذه المجموعات حتى الآن فشلت في فرض سيطرتها على القطاع وهي لن نكون بديلاً لحماس، والبديل الوحيد هو السلطة الوطنية الفلسطينية التي يمكنها فرض سيطرتها على القطاع، لأنها تحظى بدعم شعبي كبير وسيكون سهلاً بالنسبة لها فرض السيادة على القطاع، لكن أي مجموعات إن كانت من داخل القطاع أو من خارجه لن تتمكن من السيطرة على قطاع غزة".

ويتابع: "يمكن للقوة التي يعتزم الرئيس الأميركي تشكيلها في القطاع أن تسيطر مؤقتاً على القطاع لكن ليس لوقت طويل، لأن سكان القطاع سيعتبرونها قوة احتلال وسيقاومونها في المستقبل البعيد".

أكثر الجماعات المعادية لـ"حماس" وأكثرها دعماً من إسرائيل، هي ما تسمى بـ"القوات الشعبية"، التي كان يقودها سابقاً ياسر أبو شباب، زعيم عصابة متحالف مع إسرائيل قُتل هذا الشهر.

 

قائد جيش الدفاع الشعبي رامي حلاس يقرأ بياناً، (جيش الدفاع الشعبي/فايسبوك).

قائد جيش الدفاع الشعبي رامي حلاس يقرأ بياناً، (جيش الدفاع الشعبي/فايسبوك).

 

ومع ذلك، من الواضح أن طموحات الميليشيات تتجاوز بكثير هزيمة "حماس". فجماعات مثل القوات "الشعبية التابعة" في الجنوب، و"الجيش الشعبي" التابع لأشرف منسي في الشمال، وقوة مكافحة الإرهاب التابعة لحسام الأسطل في الشرق، و"جيش الدفاع الشعبي" التابع لرامي حلاس في وسط غزة، تحاول جاهدة إثبات قدرتها على الحكم محلياً.

وفي ظل غياب أفق سياسي واضح، يبقى صراع الميليشيات على النفوذ عاملاً إضافياً لعدم الاستقرار، ما يعمّق مخاوف الغزيين من فوضى ممتدة وصراع أهلي يهدد ما تبقى من القطاع.