بوتين ومادورو... نجدة لن تأتي - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بوتين ومادورو... نجدة لن تأتي - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025 08:30 مساءً

راح يركله من تحت الطاولة.

فقد تأخر الوقت لإظهار الخلل في الخطة، وليس أمام الزعيم الأعلى على أي حال.

الخطة، في بعض تفاصيلها، مضحكة. هذا بالرغم من أنها كادت تنتج كارثة عالمية.

حين قرر الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف نصب صواريخ نووية سراً في كوبا، فات معظم رجاله، باستثناء قلة مُنعت من إسماع صوتها، أن منصاتها مكشوفة أمام الأميركيين. كانت أشجار النخيل متباعدة ولم تغطِّ سوى 6 في المئة تقريباً من مساحة الأرض. حتى لون الشباك الحاجبة كان مناسباً للطبيعة الروسية لا الكوبية. في النهاية، رصدت طائرات الاستطلاع الأميركية الصواريخ فاندلعت على إثرها أخطر أزمة نووية، قبل أن يتم احتواؤها.

 

خروتشيف (أ ب)

خروتشيف (أ ب)

 

مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، توقع مراقبون أن تعيد روسيا إحياء الأزمة الكوبية بنسخة محدّثة وأقل درامية، إذا دعمت واشنطن كييف. طبعاً، لا تملك روسيا إمكانات الاتحاد السوفياتي ولا حتى، على الأرجح، حظه. ساهم الطقس الممطر، إلى جانب عوامل أخرى، في تأخير كشف الخطط السوفياتية. اليوم، ومع التصعيد العسكري الأميركي في فنزويلا، تبدو قدرة روسيا على دعم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو محدودة. هذا إذا كانت راغبة أصلاً بالمساعدة العسكرية.

 

مقايضة

على الأرجح، تُوجه روسيا كل الجهد الإعلامي بشأن دعم فنزويلا إلى البيت الأبيض. تريد إظهار أن لها نفوذاً وازناً في كراكاس من أجل مقايضته مع نفوذ الولايات المتحدة في كييف. تقوم "صفقة" الكرملين على دعم أميركي - روسي متبادل للأمن في "الفناء الخلفي" لكلا البلدين. تميل الإدارة الأميركية إلى تصديق المقترحات الروسية في أوكرانيا، وليس ما يمنعها من تصديقها بشأن أميركا اللاتينية.

وحتى من دون قبول واشنطن للتعاون مع روسيا في فنزويلا، يكفي أن يشن ترامب حرباً لإطاحة مادورو، حتى يمنح بوتين بعضاً من الشرعية لاحتلال أوكرانيا. بالحد الأدنى، سيكون قصف فنزويلا تشتيتاً للأنظار الدولية عما يحصل في أوكرانيا.

 

بروفة "الشراكة"

في أيار/مايو الماضي، وقعت فنزويلا اتفاقية "شراكة استراتيجية" مع روسيا. بالرغم من ذلك، وربما لهذا السبب، لا يحتاج مادورو إلى الكثير من التكهنات لمعرفة مدى استعداد روسيا للدفاع عنه. فعمر الحرب الإسرائيلية على إيران، ومعها الصمت الروسي، بلغ منذ فترة قصيرة ستة أشهر وحسب. وإيران هي دولة أخرى وقعت اتفاقية "شراكة استراتيجية" مع روسيا.

 

بوتين ومادورو (2013-أب)

بوتين ومادورو (2013-أب)

 

النظام السوري السابق الذي تدخلت روسيا عسكرياً لدعمه قبل عشرة أعوام وجد نفسه منهاراً خلال أسبوعين. موسكو، كما معظم عواصم العالم، تفرّجت. هذا مع العلم أن أهمية إيران وسوريا، بالنسبة إلى الروس، أكبر بكثير من أهمية فنزويلا. فهما، وبفعل موقعهما الجغرافي، أكثر قدرة على إحباط النفوذ الأميركي في مناطق حساسة لموسكو.

 

"لا أتخيل نفسي مكانه"

لو كان ساكن البيت الأبيض ديموقراطياً لربما فكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنح مادورو بعض القدرات العسكرية، للانتقام من الدعم الذي حظيت به كييف. لكن ليس في وقت يمتلك بوتين حليفاً في واشنطن. وحتى لو أرادت موسكو دعم فنزويلا عسكرياً، فهي لن تقوم بذلك إلا إذا صمد مادورو لفترة من الزمن، تماماً كما حدث مع وصول الدعم الغربي لأوكرانيا بعد صمود كييف.

سنة 2022، قال بوتين إنه لا يستطيع "تخيل" نفسه مكان خروتشيف "على الإطلاق". اليوم أيضاً، لا يستطيع أن يقلّده عسكرياً (ولو على المستوى التقليدي) في فنزويلا. ربما، ما يمكن بوتين تقديمه لمادورو يشبه ذاك الذي يقدّمه للأسد وعائلته.