نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“مشروع مانهاتن” الصيني: كيف اقتربت بكين من كسر احتكار الغرب لصناعة الرقاقات الإلكترونية؟ - وضوح نيوز, اليوم السبت 27 ديسمبر 2025 09:00 صباحاً
لطالما راهنت واشنطن على أن حصار أشباه الموصلات سيشكّل السد الأخير في وجه الصعود الصين تقنيًا، وأن حرمان بكين من التقنيات الحاسمة كفيل بإبطاء زحفها نحو القمة، ومع ذلك جاء ما يُطلق عليه اسم (مشروع مانهاتن) الصيني، ليقلب هذه الفرضية رأسًا على عقب، مُطلِقًا من مدينة (شينزين) زلزالًا تقنيًا تجاوز حدود التوقعات الغربية.
ففي قلب هذه المدينة، وداخل أروقة مختبر فائق السرية، يبدو أن بكين قد نجحت أخيرًا في اختراق أحد أكثر الأسرار الصناعية تحصينًا، ففي لحظةٍ مفصلية قد تعيد رسم خريطة الحرب التقنية الباردة، نجح العلماء والمهندسون في الصين في تطوير نموذج أولي لآلة الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)؛ تلك المعجزة الهندسية التي كانت لسنوات حكرًا على الغرب، وحصنًا منيعًا ضد الطموحات التقنية الصينية.
فهذه الآلة ليست مجرد أداة لصناعة الرقاقات الإلكترونية، بل هي القلب النابض لأي جهاز في العالم؛ ابتداءً من الهواتف الذكية الموجودة في جيوبنا ووصولًا إلى الصواريخ التي تحمي الحدود. وباقترابها من كسر احتكار شركة (ASML) الهولندية، تضع الصين يدها على مفاتيح القوة في القرن الحادي والعشرين.
فكيف نجحت الصين في فك شفرة أعقد آلة صنعها البشر؟ وهل يكون عام 2025 هو اللحظة التي تكسر فيها بكين قيود التبعية لتدشن عصرًا جديدًا من السيادة الرقمية؟ وما فاتورة هذا التحول الذي سيغير وجه الاقتصاد والأمن العالميين؟
أولًا؛ كيف نجحت الصين في تحقيق هذا الإنجاز؟
لسنوات طويلة، ظلت شركة (ASML) الهولندية الشركة الوحيدة في العالم القادرة على تصنيع آلات الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، التي يبلغ سعر الواحدة منها نحو 250 مليون دولار. ولكن كشف تقرير حديث من وكالة رويترز، أن الصين نجحت في بناء نموذجها الخاص من هذه الآلة عبر عملية هندسة عكسية، قادها فريق يضم مهندسين سابقين في الشركة الهولندية نفسها.
وقد اعتمد الفريق في هذا الإنجاز على (الهندسة العكسية)، مستخدمًا قطع غيار من آلات (ASML) قديمة جرى الحصول عليها من أسواق ثانوية، في محاولة لتفكيك واحدة من أكثر الآلات تعقيدًا في العالم وإعادة بنائها داخل الصين.
أبرز ملامح النموذج الصيني:
- الحجم والقدرة: يشغل النموذج الأولي للآلة التي صنعتها الصين مساحة طابق مصنع كامل، وهو أكبر حجمًا من آلات (ASML) لضمان استقرار الطاقة الإنتاجية.
- الحالة الراهنة: الآلة قادرة حاليًا على توليد الأشعة فوق البنفسجية القصوى بنجاح، وهي الآن في مرحلة الاختبار المكثف لإنتاج أول رقاقة صالحة للعمل.
- الجدول الزمني: بينما توقع المحللون أن الصين ستحتاج لعقد من الزمن للاقتراب من تصنيع الآلة، تشير الخطط الحالية إلى استهداف إنتاج رقاقات تجارية بحلول عام 2028 إلى 2030.
ثانيًا؛ لماذا يُطلق على المشروع اسم (مشروع مانهاتن) الصيني؟
وصف مطلعون على المشروع هذا الجهد بأنه (مشروع مانهاتن الصيني)، في إشارة إلى السرية والضخامة التي اتسم بها مشروع القنبلة الذرية الأمريكي. وتدير شركة هواوي بالتعاون مع معاهد بحثية حكومية، شبكة معقدة من آلاف المهندسين الذين يعملون في ظروف أمنية مشددة.
ويهدف هذا المشروع إلى إخراج الولايات المتحدة تمامًا من سلاسل التوريد الصينية، وتمكين بكين من صنع رقاقات متطورة بآلات محلية بنسبة تبلغ 100%.
وقال جاري نج، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك (Natixis) للاستثمار والخدمات المصرفية: “إذا نجحت الصين في ذلك، فإنها ستعزز نفوذها الجيوسياسي على الولايات المتحدة بنحو كبير”. مؤكداً أن أولوية إتقان الصين لتقنية (EUV) ستكون لاستخداماتها في مجال الدفاع.
ثالثًا؛ لماذا تُعدّ تقنية (EUV) مفتاح السيادة التقنية؟
تمثل تقنية (EUV) العمود الفقري لإنتاج الرقاقات المتقدمة، وهي الرقاقات اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والحوسبة الفائقة الأداء، والأنظمة العسكرية الحديثة. إذ تستخدم حزمًا من الأشعة فوق البنفسجية البالغة القصر لنحت مسارات إلكترونية على رقائق السيليكون، بدقة متناهية تجعل تلك الدوائر أدق من شعرة الإنسان بآلاف المرات، وكلما تقلصت أبعاد الدوائر داخل الشريحة، ازدادت قدرتها الحاسوبية وكفاءتها.
وحتى اليوم، لا تزال شركة (ASML) الهولندية، التي تتخذ من مدينة فيلدهوفن مقرًا لها، الكيان الوحيد في العالم، الذي نجح في تطويع تكنولوجيا الطباعة الضوئية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV). وتُعدّ آلاتها – التي يبلغ ثمن الواحدة منها نحو 250 مليون دولار – ركيزة أساسية لا غنى عنها لإنتاج أكثر الرقاقات الإلكترونية تطورًا تلك التي تصممها شركات مثل إنفيديا و AMD، وتتولى تصنيعها شركات عملاقة مثل: TSMC، وإنتل، وسامسونج.
ولم يكن هذا الاحتكار وليد الصدفة، بل نتاج رحلة طويلة وشاقة بدأت بوضع (ASML) اللبنة الأولى لهذه التكنولوجيا في عام 2001، عندما أنجزت أول نموذج أولي صالح للعمل، ولكن تحويل هذا الإنجاز إلى منتج تجاري تطلّب ما يقرب من عقدين من الزمن، واستثمارات بمليارات اليوروهات في البحث والتطوير، قبل أن تمنح العالم أول رقاقة تجارية عام 2019، وذلك وفقًا لما أكدته الشركة لوكالة رويترز.
وفي تعليق لها على محاولات محاكاة هذه التكنولوجيا، قالت ASML لرويترز: “من الطبيعي أن تسعى الشركات إلى تقليد تقنياتنا، لكن تحقيق ذلك ليس بالأمر الهين على الإطلاق”.
وتدعم هذه الثقة جغرافيا سياسية منحازة، إذ لا تتوفر هذه الآلات إلا لحلفاء واشنطن المقربين. فمنذ عام 2018، تحول هذا التفوق التقني إلى سلاح دبلوماسي، إذ مارست الولايات المتحدة ضغوطًا خانقة على هولندا لمنع ASML من تصدير هذه الآلات إلى الصين، وهي القيود التي بلغت ذروتها عام 2022 بضوابط تصدير شاملة صاغتها إدارة بايدن لعزل بكين عن مستقبل أشباه الموصلات.
ولم يتوقف الحصار الغربي عند منع آلات (EUV) المتطورة فقط، بل امتد ليطال آلات (DUV) القديمة – التي تُستخدم لإنتاج رقاقات أقل تطورًا ومن بينها الشرائح التي تعتمد عليها شركة هواوي – في محاولة صريحة لإبقاء الصناعة الصينية وعلى رأسها شركة هواوي، في حالة تأخر قسري لجيل كامل على الأقل.
لذلك استبعد الخبراء والمحللين أن تصل الصين إلى هذه التقنية في الأمد القريب، فقد أكد كريستوف فوكيه، الرئيس التنفيذي لشركة (ASML) في أبريل الماضي، أن الصين ستحتاج إلى سنوات طويلة جدًا لتطوير تكنولوجيا الطباعة بالأشعة فوق البنفسجية القصوى. ومع ذلك يُظهر الواقع الجديد في (شينزين) غير هذا، فقد نجح النموذج الصيني الأولي في توليد الأشعة المطلوبة بالفعل، متجاوزًا توقعات المحللين بسنوات.
ومع هذا الإنجاز؛ لا تزال بكين تصطدم ببعض العقبات التقنية المعقدة، وفي مقدمتها صعوبة محاكاة الأنظمة البصرية الفائقة الدقة، ولكن استغلال الصين لأسواق قطع الغيار الثانوية قد يقلص الفجوة الزمنية. ويعني نجاح الصين في تطوير نموذجها الخاصر – ولو كان أقل تقدمًا حاليًا – أن احتكار الغرب لهذه التكنولوجيا بدأ يتصدع.
رابعًًا، ما الآليات التي اعتمدت عليها الصين لتجاوز العقوبات؟
بينما انشغل الغرب بإحكام طوق القيود على صادرات أشباه الموصلات، كانت بكين تبني مسارًا موازيًا خارج نطاق الرؤية التقليدية. إذ لم تسعى الصين إلى كسر الحصار مباشرة، بل إلى تفكيكه بهدوء، عبر إستراتيجية طويلة النفس جمعت بين استنزاف الثغرات القانونية، وإعادة تدوير التكنولوجيا، وهندسة منظومة توظيف عالمية تخدم هدفًا واحدًا: امتلاك مفاتيح الطباعة الضوئية المتقدمة دون انتظار إذن من أحد. وقد ارتكزت هذه الإستراتيجية على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
1- الاستقطاب السري للخبرات:
استقطبت بكين نخب المهندسين السابقين في (ASML) عبر حوافز مالية فلكية، وأحاطت وجودهم بسرية استخباراتية شملت العمل بأسماء مستعارة. وتكشف كواليس التجنيد عن عالم أشبه بقصص التجسس؛ إذ يروي أحد المهندسين المستقطبين أن مكافأته السخية لم تكن مجرد شيكٍ مالي، بل شملت بطاقة هوية تحمل اسمًا مستعارًا.
وبمجرد عبوره بوابات المشروع، وجد نفسه بين بعض زملائه السابقين في (ASML)، جميعهم يعملون تحت أسماء زائفة، وتحت تعليمات صارمة تمنع تداول هوياتهم الحقيقية حتى داخل المجمع السري، حمايةً للمشروع الذي صُنّف كأحد أخطر قضايا (الأمن القومي).
وقد ارتكزت الإستراتيجية الصينية على استهداف المهندسين القدامى ذوي الأصول الصينية؛ فهم يملكون أسرار (الطباعة الضوئية) وباتوا متحررين من القيود المهنية بعد تقاعدهم. وبينما تحاول شركة (ASML) دائمًا حماية أسرارها من خلال ملاحقة مهندسيها وإلزامهم باتفاقيات عدم إفصاح، تحدُّ القوانين الأوروبية لحماية الخصوصية من قدرتها على تتبع موظفيها السابقين، كما أن فرض هذه القيود عبر الحدود الدولية تحول إلى معضلة قانونية معقدة.
وتجسد قضية عام 2019 عمق هذه المعضلة؛ فبعد أن كسبت الشركة حكمًا قضائيًا بمبلغ قدره 845 مليون دولار ضد مهندس صيني بتهمة سرقة أسرار تجارية، تحايل المهندس على الحكم بإشهار إفلاسه، ليعود إلى بكين ويواصل عمله في ذات القطاع تحت رعاية ودعم مباشر من الحكومة الصينية.
وقد بدأت بكين سياسة الاستقطاب هذه منذ عام 2019، ورصدت لها ميزانيات ضخمة تضمنت:
- حوافز توقيع فلكية: تتراوح بين 420 ألف و700 ألف دولار.
- تسهيلات لوجستية: إعانات سخية لشراء المنازل داخل الصين.
- الجنسية المزدوجة السرية: منح جوازات سفر صينية لخبراء يحملون جنسيات أجنبية، في تجاوز علني للقوانين الصينية التي تحظر ازدواج الجنسية.
وقد أتى هذا الاستقطاب المنظم للعقول ثمارًا سريعة؛ فقد استطاع (لين نان)، المدير السابق لتكنولوجيا مصادر الضوء في (ASML)، مع فريقه في الأكاديمية الصينية للعلوم تسجيل ثماني براءات اختراع في تكنولوجيا (EUV) خلال 18 شهرًا فقط.
ومع تحذيرات الاستخبارات الهولندية من برامج تجسس واسعة النطاق، بات من الواضح أن الصين لم تكتفِ بالهندسة العكسية للآلات، بل قامت بـ (هندسة عكسية) لنظام التوظيف العالمي، محولةً الخبرات التي صنعها الغرب إلى أقوى سلاح لكسر احتكاره.
2- الاعتماد على سلاسل التوريد الخفية:
في ظل إغلاق القنوات الرسمية، لجأت الصين إلى ما يمكن وصفه بسوق الظل الصناعية، فمن خلال إستراتيجية ذكية تعتمد على تدوير التكنولوجيا، نشطت شبكات صينية معقدة من الشركات الوسيطة لاقتناص الآلات القديمة وتفكيكها للحصول على قطع غيار نادرة.
وقد سمحت هذه العملية، التي أشبه ما تكون بالتنقيب الرقمي، للصين بالحصول على المكونات الحيوية تحت غطاء صفقات تجارية غامضة، مما أعمى أعين الرقابة الدولية عن الوجهة النهائية لتلك القطع. وهكذا حولت الصين ما كان يُعدّ مخلفات صناعية بالأمس إلى لبنات أساسية في بناء نموذجها المتقدم اليوم.
3- فك شفرة الضوء من خلال التطوير المحلي للبصريات:
واجهت بكين تحدي البصريات الفائقة الدقة، فقد ظل تفوق العدسات الألمانية من شركة (Zeiss) عقبة شبه عصية على التقليد، ومع ذلك نجح معهد تشانجتشون للبصريات والميكانيكا الدقيقة والفيزياء في تحقيق اختراق نوعي، مكّنه من إدماج الضوء فوق البنفسجي في النظام البصري للنموذج الصيني الأولي. ومع أن هذه البصريات لا تزال بحاجة إلى تحسينات جوهرية، لكن هذا الإنجاز يمثل خطوة حاسمة في محاولة كسر إحدى أكثر حلقات الاحتكار الغربي تعقيدًا.
خامسًا؛ ما جدول الصين الزمني لإنتاج الرقاقات الإلكترونية المتقدمة؟
تطمح الحكومة الصينية إلى البدء في إنتاج الرقاقات الإلكترونية المتقدمة باستخدام هذه الآلات التي طورتها بحلول عام 2028، ولكن يشير بعض خبراء الصناعة إلى أن عام 2030 هو موعد أكثر واقعية لدخول هذه الآلات حيز الخدمة الفعلية.
وقال جاري نج: “مع تحوّل حلم أشباه الموصلات إلى قضية أمن قومي، لا ينبغي الاستهانة بطموحات الصين ولا بنهجها القائم على تسخير كل الإمكانات لهندسة عكسية لآلات EUV”.
وحتى ذلك الحين، لا تكتفي الصين بانتظار اكتمال مشروع (EUV)، بل تعمل شركة هواوي وشركات صينية أخرى على ابتكار طرق بديلة باستخدام تكنولوجيا (DUV) القديمة عبر تقنيات النقش المتعدد للوصول إلى دقة تصنيع تقترب من 2 نانومتر، في محاولة للالتفاف على العقوبات الغربية.
سادسًا؛ ما أهمية خطوة الصين وتأثيرها في القطاع التقني العالمي؟
إذا اكتمل هذا الإنجاز، فإن تداعياته ستتجاوز حدود المختبرات الصينية، لتُحدث هزة عميقة في القطاع التقني العالمي. فنجاح بكين في الاقتراب من تكنولوجيا EUV لا يعيد رسم موازين القوى التقنية فحسب، بل يفتح سلسلة من التحولات المتداخلة، تمتد من فاعلية العقوبات، إلى خريطة التصنيع العالمية، وتصل إلى سباق الذكاء الاصطناعي ذاته.
1- تقويض فاعلية العقوبات الأمريكية:
لطالما اعتمدت واشنطن على حرمان الصين من آلات EUV كخط دفاع لإبقاء القدرات الصينية متأخرة بجيل أو جيلين. ويعني نجاح الصين فشل إستراتيجية العزل التقني، مما قد يدفع الولايات المتحدة لتشديد الرقابة أو تغيير إستراتيجيتها بالكامل.
2- إعادة تشكيل خريطة أشباه الموصلات:
إذا تمكنت الصين من إنتاج رقاقات إلكترونية بدقة تصنيع تبلغ 5 نانومتر و 3 نانومتر محليًا فإن اعتمادها على مصانع مثل: TSMC في تايوان أو سامسونج في كوريا الجنوبية سينخفض بنحو حاد، مما سيؤدي إلى فائض في القدرة الإنتاجية العالمية وإعادة هندسة أسعار الرقاقات وقيمتها السوقية من منظور صيني صرف.
3- تسارع سباق الذكاء الاصطناعي:
تُعدّ الرقاقات الإلكترونية التي تنتجها آلات EUV هي المحرك الأساسي للنماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي التوليدي. لذلك يعني امتلاك الصين لهذه التكنولوجيا قدرتها على تطوير قدرات سيادية في الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن القيود المفروضة على شرائح إنفيديا.
الصين تبدأ مرحلة جديدة في حرب الرقاقات الإلكترونية:
في نهاية المطاف، قد لا يُشكّل النموذج الأولي الصيني اليوم ندًا مباشرًا لآلات (ASML) من حيث الدقة المتناهية، ولكن قيمته الإستراتيجية تكمن في كونه برهان على إمكانية كسر المستحيل. لقد أثبتت بكين أن الحصار التكنولوجي لم يكن عائقًا بقدر ما كان محفزًا لتسريع وتيرة ابتكارها المستقل، وأن منطق الاحتكار لا يصمد طويلًا أمام إستراتيجيات النفس الطويل.
فما نشهده اليوم ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو إعلان عن بداية النهاية لاحتكار الغرب لتقنية EUV. ومع اقتراب عام 2030، يستعد العالم لولادة نظام جديد لأشباه الموصلات؛ نظام أقل تمركزًا، وأكثر تعددية، لكنه بلا شك سيكون أكثر توترًا.
ومن ثم؛ لم يَعد السؤال المطروح الآن: هل ستنجح الصين؟ بل “متى ستبدأ أول رقاقة صينية مصنوعة بتقنية EUV بالعمل في هواتفنا وأجهزتنا الذكية؟”.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط