نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يلاحق ترامب إلى فلوريدا طمعاً بإبقاء كل الجبهات مفتوحة - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 29 ديسمبر 2025 08:30 صباحاً
لا يغيب ذيل طائرة بنيامين نتنياهو عن سماء الولايات المتحدة حتى تطل برأسها، حاملة رئيس الوزراء الإسرائيلي للقاء الصديق الكبير دونالد ترامب.
وقبل يومين من اختتام السنة الحالية، يلحق نتنياهو ترامب إلى منتجعه مارألاغو في ولاية فلوريدا في زيارة هي الخامسة لأميركا منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير الفائت.
خلال الأشهر الفائتة انخرط الصديقان في مجموعة من النشاطات المشتركة كان أبرزُها حرباً إقليمية بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يوماً، وانتهت بقصف أميركي للمنشآت النووية الإيرانية أعلن بعدها ترامب أن خطر طهران النووي زال.
كما أن ترامب، وفي سباق مع الزمن قبل إعلان جائزة نوبل للسلام في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أنهى نظرياً الحرب الإسرائيلية على غزة وفق خطة من عشرين نقطة تنفذ على مرحلتين. وبالرغم من صمود الاتفاق، إلا أن المرحلة الثانية لم تنطلق بعد.
هكذا، يذهب "بيبي" إلى المنتجع حاملاً هواجسه ومطامعه معاً. فالإدارة الأميركية تطمح إلى إعلان إنجازات في ملف غزة مع بداية العام الجديد، ومساعدو ترامب، وزير خارجيته ماركو روبيو، ومبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر وآخرون، يعملون مع قطر ومصر وتركيا لإحراز تقدم في تطبيق الخطة من الإعمار إلى نزع سلاح "حماس" والحكم الانتقالي الموقت. مساعدو ترامب يبدون إحباطاً من خروقات إسرائيل للهدنة ومماطلة نتنياهو، وهو في المقابل، لا يريد التقدم خطوة إضافية قبل نزع سلاح "حماس" وفكفكتها، إضافة إلى اعتراضه على حجم دور قطر وتركيا في العملية برمّتها.
يعوّل نتنياهو على اللقاء وجهاً لوجه، علّ الشكوى المباشرة تجد أذناً صاغية لدى الرئيس الأميركي الذي وإن كان غالباً ما يوحي بأن صبره ينفد من "بيبي"، إلا أنه يعطيه ما يحتاج من وقت، ومعظم ما يريد.
من المتوقع أن يضع نتنياهو على طاولة ترامب أدلة على أن إيران تعيد بسرعة بناء برنامج صواريخها الباليستية. (وكالات)
على الطائرة أيضاً يحمل نتنياهو إيران هاجساً مستداماً. من المتوقع أن يضع على طاولة ترامب "أدلة" على أن إيران تعيد بسرعة بناء برنامج صواريخها الباليستية وإصلاح نظام دفاعها الجوي، إضافة إلى مواقع التخصيب النووي. والحل، بحسب نتنياهو، يكون بضوء أخضر أميركي لإسرائيل بضربة جديدة سريعة، لا تمانع إسرائيل طبعاً أن تكون مشتركة مع الأميركيين، خاصة أن الخطر الإيراني ليس حصراً على إسرائيل بل على المنطقة برمّتها.
حماسة نتنياهو لإعادة فتح الجبهة مع إيران وتوريط ترامب فيها، تأتي بينما الإدارة الأميركية تبدي انفتاحاً على مفاوضات ديبلوماسية مع طهران، بطلب مع الأخيرة، ومع إصرار ترامب أنه قضى نهائياً على الخطر النووي الإيراني. كما أن وزارة الحرب تحشد المزيد من القوات في الكاريبي بانتظار ساعة صفر لحرب غير واضحة المعالم بعد على فنزويلا. الأميركيون الذين يصبّون اهتمامهم على جنوب القارة حالياً، بينما الحرب الروسية الأوكرانية لا تبشر بخير قريب، يفضلون على الأرجح الحفاظ على صورة السلام الذي أرساه ترامب في الشرق الأوسط ولم يحصل مثله منذ ثلاثة آلاف عام، كما قال. لكن نتنياهو مصرّ على إبقاء كل جبهاته على أهبة الاشتعال من جديد، ومنها لبنان بالطبع، كما أنه ليس مرتاحاًِ إلى الصديق السوري الجديد للأميركيين، الرئيس أحمد الشرع. هو، باختصار، ينتقل إلى عام 2026 بالأجندة المستمرة نفسها منذ السابع من أكتوبر، مع فارق أساسي هو أن السنة الجديدة ستكون موعداً للانتخابات التشريعية الإسرائيلية، إن في موعدها الرسمي في تشرين الأول المقبل أو قبل ذلك إذا ما حل الكنيست. هذه ستكون الأكثر مصيرية في التاريخ الشخصي لبنيامين نتنياهو، وهو بحاجة إلى إنجازات جديدة تمهيدية، لكنه بحاجة أكبر إلى صديقه الأميركي الذي يختتم العام الطويل برفقته في منتجعه، وقد لا يتردد بالانتقال للسكن مع ترامب العام المقبل، إذا كان في انتقاله ما ينجيه من المصير الذي ينتظره إذا خسر الانتخابات المقبلة.