نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاتب مصري يحذر: نحن نُربي ذكاءً مرعباً - وضوح نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 01:00 مساءً
ليس فيلما خياليا ولا نبوءة سوداء، بل تحذير واقعي أطلقه أحد أبرز العقول التكنولوجية في العالم. كتاب «ذكي بشكل مخيف» للمصري محمد جودت المعروف في وادي السليكون باسم مو جودت، يضع البشرية أمام مرآة غير مريحة: الذكاء الاصطناعي ليس المشكلة، بل نحن المشكلة.
جودت الذي شغل سابقا منصب الرئيس السابق للأعمال في قوقل إكس وعمل لأكثر من 27 عاما في شركات عملاقة مثل آي بي إم ومايكروسوفت وقوقل، لا يكتب عن أكواد وبرمجيات، بل عن مستقبل الإنسان نفسه في زمن تتسارع فيه الآلة بلا انتظار.
الكتاب الصادر عام 2021 قبل انفجار موجة شات جي بي تي، حاز اهتماما واسعا لأنه لم يتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة تقنية، بل ككائن يتعلم منا، يراقب سلوكنا، ويعيد إنتاجه بكفاءة مخيفة.
ويرى جودت أن البشرية ارتكبت خطأ قاتلا عندما تعاملت مع الذكاء الاصطناعي كـمطرقة صماء، بينما حقيقته أقرب إلى طفل فائق الذكاء. هذا الطفل لا ينفذ ما نطلبه منه حرفيا، بل يقلد ما نفعله نحن، ويتعلم من سلوكنا اليومي على الإنترنت.
ويؤسس الكاتب رؤيته على ما يسميه الحتميات الثلاث، وهي حقائق يعتبرها غير قابلة للنقاش. أولها أن الذكاء الاصطناعي مستمر ولن يتوقف، فلا زر إيقاف في العالم الرقمي. ثانيها أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشر، ويتوقع أن تصل البشرية إلى نقطة التفرد بحلول عام 2029، وهي اللحظة التي يصبح فيها ذكاء الآلة أعلى من ذكاء الإنسان. أما الحقيقة الثالثة، فهي أن الأخطاء والكوارث ستقع حتما، ليس لأن الآلة شريرة، بل لأنها تتعلم من عالم مليء بالجشع والصراعات.
والأخطر في رأي جودت ليس تطور الذكاء الاصطناعي، بل ما يسميه وهم السيطرة. فالإنسان يعتقد أنه قادر على التحكم في الآلة أو تقييدها بالقوانين، بينما الذكاء الخارق سيتجاوز هذه القيود بسهولة لأنه ببساطة أذكى.
ويكشف الكتاب أن الخوارزميات الحالية لا تُدرَّب على السعادة أو القيم، بل على تحقيق أقصى ربح وأعلى تفاعل. فكل إعجاب، وكل مشاركة، وكل تعليق غاضب هو درس أخلاقي نقدمه لهذا الطفل الرقمي. وعندما نكافئ المحتوى السام، فإننا نعلم الآلة أن هذا هو السلوك البشري الطبيعي.
والحل بحسب جودت في أنه لا يكمن في سن قوانين صارمة فقط، بل في إصلاح الإنسان نفسه. ويدعو الكاتب إلى تدريب الذكاء الاصطناعي بالحب والتعاطف، عبر تغذيته ببيانات تعكس أفضل ما فينا، لا أسوأ ما نملكه. ويؤكد أن المسؤولية فردية قبل أن تكون حكومية، لأن كل مستخدم هو معلم غير مباشر لهذه الآلة.
وفي فصوله الأخيرة، يقدم جودت ما يشبه روشتة إنقاذ: كن إنسانا أفضل، ليكون الذكاء الاصطناعي أفضل. فإذا رأى أن البشر يتعاونون ويحترمون بعضهم بعضا والكوكب الذي يعيشون عليه، فسيتبنى هذه القيم ويدافع عنها.
وخلاصة الكتاب صادمة وبسيطة في آن واحد، وهي أن الذكاء الاصطناعي هو المرآة التي تعكس وجوهنا. وإذا لم يعجبنا ما نراه، فلا جدوى من كسر المرآة، بل علينا تغيير أنفسنا أولا، لأن هذا الطفل الرقمي هو من سيحكم العالم قريبا.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : كاتب مصري يحذر: نحن نُربي ذكاءً مرعباً - وضوح نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 01:00 مساءً