من الإصلاحات إلى نوبل... السوداني يتحوّل إلى نقطة التقاء بين بغداد وواشنطن - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من الإصلاحات إلى نوبل... السوداني يتحوّل إلى نقطة التقاء بين بغداد وواشنطن - وضوح نيوز, اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025 07:05 صباحاً

أكدت الحكومة العراقية أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن العراق، تعكس تنامي الثقة الدولية بسياسة بغداد الخارجية، وترسّخ النهج القائم على الاستقلالية والتوازن الذي اعتمدته حكومة محمد شيّاع السوداني منذ تسلّمها المسؤولية.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في تصريح لـ"النهار"، إن السوداني نجح خلال هذه الفترة في بناء علاقات صداقة راسخة مع الإدارة الأميركية الجديدة، مستنداً إلى رؤية تقوم على "المصالح المشتركة واحترام السيادة". وأشار إلى أن هذا التوجّه انعكس بوضوح في تغريدة رئيس الوزراء الأخيرة، التي أكد فيها أن "علاقات الصداقة، لا العداء، هي التي تكفل استقرار العراق ونموّه وازدهاره".
وأضاف العوادي أن السياسة الخارجية العراقية تحرّكت منذ اليوم الأول وفق مبدأ "مصلحة العراق أولاً"، من خلال انفتاح متوازن على المحيط الإقليمي والدولي وبناء شراكات مستديمة أسهمت في إعادة العراق إلى موقعه الطبيعي، وتعزيز قدرته على التعامل مع التطورات المتسارعة في المنطقة.

 

لافتات انتخابية في العراق.(أف ب)

لافتات انتخابية في العراق.(أف ب)

 

وتابع أن هذا النهج مكّن العراق من استعادة حضوره وتأثيره خارجياً، وتعزيز أمنه واستقراره داخلياً، مؤكداً أن الحكومة ماضية في ترسيخ سياسة التوازن والتهدئة وتوسيع شبكة العلاقات المبنيّة على الاحترام المتبادل.

 

جدل سياسي
وفي السياق ذاته، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، جدلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً بعدما أعلن أن  السوداني رشّحه لجائزة نوبل للسلام، مشيراً إلى أنه فوجئ بهذه الخطوة ولم يكن يتوقعها.
وقال ترامب إن العلاقات بين العراق والولايات المتحدة أصبحت “أفضل”، بعدما قامت واشنطن – وفق روايته – بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل باستخدام قاذفات B-2.
وأضاف أن الضربات الصاروخية الأميركية على إيران جعلت العراق “أقرب” إلى واشنطن، لأنها – بحسب تعبيره – أوقفت تنمّر طهران في الشرق الأوسط، وخصوصاً تجاه العراق.

من جانبه، أكد الكاتب والصحافي العراقي منتظر ناصر أنّ السوداني تمكن خلال الفترة الأخيرة من تحقيق قبول لافت لدى إدارة البيت الأبيض، مدعوماً بجملة إصلاحات مالية ومصرفية انسجمت مع رؤية البنك الفيدرالي الأميركي ووزارة الخزانة. 
وقال ناصر لـ"النهار"، إن فتح الباب أمام الشركات الأميركية للاستثمار في العراق بفرص واسعة وغير مسبوقة منذ عقود أسهم في تعزيز هذا القبول.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تشهد كذلك هدوءاً ملحوظاً في نشاط الجماعات المسلحة لأول مرة منذ سنوات، ما ساعد في تعزيز الثقة بين بغداد وواشنطن.

لكنّه شدد في الوقت نفسه على أن التوازنات السياسية الداخلية والخارجية هي التي ترسم المسار الحقيقي للعملية السياسية العراقية، مبيّناً أن الولايات المتحدة "لا تبدي حماسة لشخص محدّد"، لأنها قادرة على تأمين مصالحها مع أي رئيس وزراء يتولى السلطة في بغداد.
وأضاف أن هذا النهج الأميركي يأتي مع تسريبات شبه مؤكدة عن وجود فيتو أميركي يمنع دخول المجموعات المسلحة إلى الحكومة المقبلة، ما يعكس حدود القبول الأميركي وشروط التعاطي مع أي تشكيلة حكومية مقبلة.

وتشير صحيفة "ذي ناشيونال" إلى أن حظوظ السوداني بولاية ثانية تراجعت رغم فوز كتلته بـ46 مقعداً، إذ ترى قوى شيعية أن حصول رئيس الوزراء على أكثر من ولاية يخلّ بالتوازن السياسي. ويخشى قادة الإطار من أن السوداني بات يمتلك نفوذاً وخبرة تجعله أقل قابلية للسيطرة، إضافة إلى ميله نحو واشنطن. ورغم أن بعض الأطراف تعتبر السوداني خياراً هادئاً ومتوازناً، لم يحسم الإطار التنسيقي موقفه بعد، ما يجعل فرصه "ضعيفة" في ظل وجود منافسين ورغبة الإطار في اختيار شخصية بلا طموح سياسي واسع.