نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العب على الوتر الحساس - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 10:00 مساءً
بقلم د. سعيد عبد الغني مقليه
في حياة كل إنسان وتر خفيّ، قد لا يسمعه الآخرون لكنه وحده يشعر باهتزازه. ذلك الوتر هو فرصة، شغف، رغبة، أو هدف يبحث عن بيئة تُهيئ له أن يكبر. وحين تتوفر البيئة المناسبة يبدأ الإنسان يذهب – بلا تردد – نحو المكان الذي يمنحه شعور “هنا مكاني”.
فالإنسان لا ينجذب إلى الأماكن التي تريده أن يكون فيها فحسب، بل إلى الأماكن التي “تسمح له” أن يكون ما يريد أن يكونه. مهما امتلك الإنسان من طاقة ومواهب، فإن هذه القدرات تظل بلا قيمة إن لم يجد مكانًا يسمح لها بالظهور. البيئة قد تصنع فرقًا جوهريًا بين شخص موهوب لم يُعرف، وشخص بسيط أصبح لامعًا لأنه وجد نفسه في المكان الصحيح.
كل إنسان يبحث عن صداه
هناك قاعدة نفسية عميقة تقول:
“نحن نتجه حيث نجد أنفسنا أكثر إشباعًا”.
فالطالب يبحث عن مدرسة تعترف بقدراته، والموظف يبحث عن بيئة تنصف طاقته، والمبدع يبحث عن مساحة تمنحه حرية التعبير لا حرية الحضور فقط.
لا تذهب حيث يُصفقون… بل حيث تنجح
التصفيق لحظة، أما النجاح فمسار طويل، والإشباع الداخلي هو الأهم. ليس المطلوب أن تكون فقط في مكان “جيد”، بل في مكان “ملائم”، يسمح لرغباتك بالتفتح، ويمنحك الأدوات لتكون نسخة أقوى من نفسك.
العب على الوتر الذي يحركك
الوتر الحساس ليس ضعفا كما يظن البعض، بل مفتاح قوة.
من يكتشف هذا الوتر يستطيع أن يوجه حياته، ويختار الأماكن التي تتوافق مع أهدافه، ويتقن قراءة: أين يكمن مكاني الحقيقي؟
فالإنسان يذهب إلى حيث يجد معنى أكبر، وإلى حيث يرى صورته المستقبلية بوضوح.
وختاما، الإنسان يولد بموهبة، ولكن المكان هو من يقرر هل ستصبح هذه الموهبة واقعًا أم مجرد حلم. لذلك:
• ابحث عن البيئة المناسبة.
• صاحب من يشبه طموحك.
• تحرك نحو الأماكن التي تساعدك على التقدم.
• ابتعد عمّا يستهلك روحك دون مقابل.
فالوتر الحساس الذي يخفق داخلك هو البوصلة الحقيقية، وإذا أصغيت له جيدًا، سيقودك إلى مكانك الذي تستحق.