الروبوتات الأرضية في حرب أوكرانيا.. «معركة خاسرة» أمام هيمنة الدرونز - وضوح نيوز

على الرغم من الاهتمام المتزايد الذي تحظى به الروبوتات الأرضية في ساحة القتال الأوكرانية، فإن حضورها الفعلي على خطوط الاشتباك لا يزال محدودًا للغاية، مقارنةً بالاستخدام الكاسح للمسيرات التي أصبحت اللاعب الأبرز في الحرب.

وبحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر، نفذت الروبوتات الأرضية نحو 2000 مهمة قتالية فقط خلال الشهر الماضي، مقابل 304 آلاف مهمة نفذتها المسيرات الأوكرانية، وهو ما يعادل نحو 60% من إجمالي الضربات التي وجهتها القوات الأوكرانية في نوفمبر.

وأعلن أولكسندر سيرسكي، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، هذه الأرقام في بيانه الأخير حول الوضع العسكري خلال فصل الشتاء، قائلا:

"في المرحلة الحالية من الحرب، تشكل المسيرات العمود الفقري للهجمات على أهداف العدو".

وأوضح أن المسيرات الأوكرانية تمكنت خلال شهر واحد من تنفيذ مهام استهدفت أو دمّرت ما يقرب من 81، 500 هدف.

تفوق ساحق للمسيرات

وتعكس هذه الإحصاءات مدى اعتماد أوكرانيا على الدرونز، في وقت تحاول فيه الروبوتات الأرضية — وهي تقنية لا تزال في مراحلها المبكرة — إيجاد موطئ قدم لها في المعارك. وبينما تعمل كييف على توسيع نطاق استخدامها، لا تزال الفجوة شاسعة بينها وبين الطائرات المسيّرة.

ومع ذلك، تواصل الشركات والوحدات العسكرية الأوكرانية تطوير نماذج متنوعة من المركبات الأرضية غير المأهولة، بدءًا من عربات صغيرة تؤدي مهام استطلاعية، وصولًا إلى شاحنات مزودة بأبراج رشاشات يتم التحكم فيها عن بُعد، بهدف تنفيذ عمليات خطرة بدلًا من الجنود، سواء في الهجوم أو إزالة الألغام أو نقل الإمدادات.

وقد ظهرت بالفعل بعض التجارب التكتيكية المشتركة بين الأنظمة الجوية والبرية، مثل استخدام مركبة غير مأهولة لرصد تحركات روسية في بوكروفسك، قبل استهدافها لاحقًا عبر مسيرات انتحارية.

سباق تسلّح تقني مع روسيا

من جانبها، تواصل روسيا تطوير منظومات مسيّرة جديدة، تشمل مركبات أرضية غير مأهولة لأغراض لوجستية وهجومية، وتسعى — وفق تقديرات الاستخبارات الأوكرانية — للوصول إلى إنتاج نصف مليون مسيرة شهريًا.

وأكد سيرسكي أن موسكو كانت قد وصلت في مرحلة ما إلى "قدر من التكافؤ" مع أوكرانيا في استخدام المسيرات، لكنه شدد مؤخرًا على أن كييف استعادت التفوق، داعيًا إلى رد غير متكافئ وفعّال من خلال استهداف مسيرات العدو وتدمير البنية التحتية لوحداته غير المأهولة.

وختم سيرسكي بيانه بنبرة قاتمة، مؤكداً أن القوات الأوكرانية واجهت في الأشهر الأخيرة "بعضًا من أخطر التحديات منذ بداية الحرب الشاملة"، في ظل تصاعد حدة المعارك واعتماد الطرفين على التكنولوجيا بشكل متسارع.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك