تحوّلت قطر في السنوات الأخيرة إلى المسرح الأبرز لاحتضان أكبر بطولات كرة القدم في العالم، بفضل بنية تحتية استثنائية ورؤية رياضية متكاملة، جعلت منها نموذجاً في التنظيم الذي يجمع بين التراث والحداثة.

من كأس العرب 2021 الى كأس العالم 2022 ثم كأس آسيا 2023 وصولاً إلى "العرس العربي" 2025، رسّخت الدوحة مكانتها عاصمة للفعاليات الكروية، تجمع بين الابتكار والاستدامة والقدرة على خلق تجربة جماهيرية لا تُنسى. 

وفي وقت تتسلّح فيه قطر ببنية تحتية استثنائية، أكدتها اللجنة المحلية المنظمة من خلال إقامة أكثر من بطولة إقليمية ودولية في الوقت ذاته، يبرز اسم فاطمة النعيمي إحدى أبرز الوجوه في هذه اللجنة.

فاطمة النعيمي.

كأس العرب 2025 في كل بيت
بصفتها المديرة التنفيذية للاتصال والإعلام في اللجنة المحلية المنظمة لكأس العرب 2025 في قطر، تقود النعيمي جهوداً حثيثة لضمان وصول كأس العرب ورسائلها إلى كل بيت، والأرقام تتحدّث عن نفسها من خلال التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وما يميّز البطولة العربية، هو الحضور الإعلامي الكبير الذي بلغ 3861 إعلامياً منهم 2085 من خارج قطر، فضلاً عن القنوات الناقلة للمباريات والتي تخطت 10 قنوات.

وفي حديث الى "النهار"، قالت النعيمي: "أنهينا دور المجموعات، وكانت واضحة الحماسة عند الجماهير وتجربتها في مختلف الملاعب والفعاليات، وردود الفعل الإيجابية تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح".

أضافت: "إذا سمعنا أصداء المشاركين في كأس العرب من منتخبات وضيوف وإعلاميين وجماهير، فنجد أننا نلعب في اللجنة المحلية المنظمة دورنا بالشكل الصحيح، ودورنا أن نقدم لهم كل التسهيلات التي يحتاجونها من أجل أن يعيشوا جميعاً تجربة مميزة".

ولفتت الى أن "الأهم أن ما وعدنا به يتحقق فعلاً على أرض الواقع، ونحن على قدر المسؤولية حتى تكون الأجواء كما يشتهي كل مشارك في هذا الحدث العربي".

روح الأخوية بين العرب. (أ ف ب)

"روح أخوية بين العرب"
أما على الصعيد الجماهيري، فحرصت قطر منذ عام 2021 (أي النسخة الماضية من كأس العرب) على الاستماع إلى المشجعين والتفاعل معهم.

وأكدت النعيمي: "كنا نعتمد سابقاً بشكل كبير على وسائل الإعلام من أجل نشر الأخبار وآخر التفاصيل والتطورات، ولكن مع الوقت وتحديداً في عام 2021، قررنا أن يكون التواصل مباشر مع المشجعين، وأنشأنا برنامج قادة المشجعين".

وأكملت: "حرصنا في تلك الفترة على التواصل معهم حتى تكون تجربة كأس العالم 2022 متميزة، وكنا نناقش الجماهير في الخطط ونستمع لآرائهم، وبالفعل كانوا يقدمون لنا أفكاراً وردود فعل".

وحتى اليوم، لا تزال اللجنة المحلية المنظمة تستمع إلى الجماهير في كل بطولة تنظمها، وهذا الأمر أدى إلى بناء وحدة جماهيرية تتعامل بيد واحدة من أجل إنجاح البطولات جماهيرياً.

وختمت: "حتى جماهير المنتخبات التي لا تشارك في البطولة، نجدها تدعم جماهير أخرى، لنؤكد أن هذه التجربة نجحت وجعلت روح الأخوة بين العرب".

ملتقى للشعوب العربية
وتتجاوز أهمية النسخة الثانية من كأس العرب مجرد إقامة مباريات في كرة القدم، إذ ينظر إلى الحدث كملتقى يسلط الضوء على الروابط المشتركة للشعوب العربية والثقافة الغنية للمنطقة والشغف بالرياضة الشعبية.

وكانت قطر استضافت العديد من الأحداث الرياضية، آخرها كأس العالم تحت 17 سنة وكأس الخليج تحت 23 سنة، بالإضافة إلى كأس العرب وكأس القارات للأندية وغيرها.