نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السوشيال ميديا… شرارة غير مرئية ترفع نسب الطلاق في لبنان - وضوح نيوز, اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 10:55 صباحاً
أحمد دلول
باتت مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة جزءاً لصيقاً بحياة اللبنانيين، إلى حدّ أنّ الهاتف الذكي تحوّل إلى "طرف طرف ثالث" في العلاقات الزوجية. ومع ارتفاع عدد مستخدمي هذه المنصّات إلى أكثر من 5.1 ملايين مستخدم نشط عام 2024 وفقاً لأرقام شركات الإعلانات الرقمية العالمية، بدأت المؤشرات الاجتماعية المحلية تعكس تأثيراً مباشراً لهذا الحضور الطاغي على الحياة الزوجية.
يرشح الباحثون الإجتماعيون أنّ السوشال ميديا خلقت مساحات جديدة للغيرة، ودفعت الأزواج إلى مقارنة حياتهم بما يرونه على الشاشات، من رفاهية أو رومانسية مصطنعة .و يؤكدوا أن "الكثير من الأزواج باتوا يشعرون بأنّ الشريك يعيش حياة موازية داخل هاتفه ".
ويؤكد محامون مختصون بالأحوال الشخصية أنّ عدداً غير قليل من ملفات الطلاق في السنوات الخمس الأخيرة يتضمّن في محاضر التحقيق إشارات واضحة إلى صراعات مرتبطة باستخدام الهاتف، مثل متابعة محادثات، علاقات عبر الإنترنت، أو تبادل رسائل اعتُبرت "خيانة رقمية ".

أرقام تنذر بالقلق
وفق تقرير غير رسمي صادر عن مكتب محاماة لبناني كبير عام 2024، فإنّ ما بين 28 و 32% من ملفات الطلاق التي تابعها المكتب كانت مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالسوشال ميديا. وتشير إحصاءات صادرة عن محاكم بيروت الشرعية والروحية أنّ الشكاوى الزوجية المتعلقة بـ"عدم الثقة" ارتفعت نحو 40% منذ العام 2020. هذه الأرقام تُظهر أنّ الأزمة الاقتصادية ليست العامل الوحيد وراء الانفصال، بل إنّ تداخل العوالم الافتراضية مع الواقع بات يلعب دوراً متقدماً.
الهروب من الحوار إلى الشاشة
اللافت أنّ الكثير من الأزواج لا يختلفون على قضايا كبيرة، بل على تفاصيل صغيرة تبدأ من إخفاء "الأونلاين
على واتساب مروراً بـ"اللايكات " على صور وصولاً إلى تعليقات عابرة. تفاصيل كانت تُعتبر تافهة قبل سنوات، لكنها اليوم تتحوّل إلى أسباب شجار، وأحياناً إلى تهديد صريح بالانفصال. ويقول أحد الوسطاء العائليين إنّه تلقّى خلال عام واحد أكثر من 50 حالة كان عنوانها الرئيسي: "التواصل انقطع لأنّ الشريك صار يعيش على السوشال ميديا أكثر مما يعيش معي".
جيل جديد ونزاع جديد
مع دخول جيل العشرينات إلى الزواج، أصبح تأثير المنصّات أكبر. هذا الجيل بنى علاقاته أصلاً عبر الإنترنت، وبالتالي يواجه صعوبة في وضع حدود بين الحياة الشخصية والعامة. كما أنّ الضغوط الاقتصادية دفعت كثيرين إلى الاعتماد على السوشال ميديا كمصدر دخل، ما خلق التباساً مستمراً بين "العمل والخصوصية ".
إلى أين تتّجه الأمور؟
لا يمكن القول إنّ السوشال ميديا هي السبب الوحيد، لكنها اليوم عامل مضاعف لأي مشكلة زوجية: تفتح الباب للشكّ، للمقارنة، وللهروب من الحوار. ومع غياب ثقافة التواصل الصحي بين الأزواج، تتحوّل المنصّات من وسيلة تواصل إلى ساحة خلاف، ومن شاشة مضيئة إلى فتيل مشتعل .
ويجمع معظم الخبراء على أنّ الحل يبدأ من وضع قواعد واضحة داخل العلاقة، وفهم أنّ السوشال ميديا ليست واقعاً بديلاً، بل مجرد صورة مُنمّقة لا تعكس حقيقة البيوت والعلاقات .





0 تعليق