يوم اللغة العربية 2025: احتفاء بالضاد وتجديد لعهد الانفتاح المعرفي - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم اللغة العربية 2025: احتفاء بالضاد وتجديد لعهد الانفتاح المعرفي - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 08:15 صباحاً

يحتفل العالم في 18 ديسمبر 2025 بـ اليوم العالمي للغة العربية، وهي مناسبة سنوية تقرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) احتفاءً باليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية لغة رسمية سادسة في عام 1973. تتجاوز أهمية هذا اليوم مجرد كونه احتفالاً لغوياً؛ بل هو تكريم لمكانة اللغة العربية كجسر حضاري ومعرفي يربط بين شعوب العالم، وتأكيد على دورها المحوري في صون التراث الإنساني وإثراء الثقافة العالمية.

اللغة العربية: ثراء تاريخي ودور عالمي

تُعد اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات السامية وأكثرها انتشاراً في العالم، إذ يتحدثها ما يزيد عن 420 مليون شخص حول العالم كلغة أم. وتتميز بثرائها المعجمي، وجمالية خطها، وقدرتها الفائقة على التعبير عن أدق التفاصيل والمشاعر. وتكمن أهميتها التاريخية في كونها لغة القرآن الكريم، ولغة الحضارة الإسلامية التي امتد تأثيرها لقرون طويلة، مساهمة في تطور العلوم والفلسفة والرياضيات والطب، خاصة خلال العصور الوسطى، حيث كانت اللغة العربية ناقلاً رئيسياً للمعارف اليونانية والفارسية والهندية إلى أوروبا.

إن الاحتفال بيوم اللغة العربية هو اعتراف من المجتمع الدولي بهذا الدور التاريخي، وبأن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل الإقليمي، بل هي جزء أساسي من النسيج الثقافي العالمي. ويُعقد في هذا اليوم العديد من الفعاليات والندوات الدولية التي تركز على مكانة اللغة العربية وتأثيرها في الثقافات الأخرى.

تحديات العصر الرقمي وتعزيز الهوية اللغوية

في ظل التطور المتسارع للعصر الرقمي والعولمة، تواجه اللغة العربية تحديات كبيرة. ومن أبرز هذه التحديات الحفاظ على فصاحة اللغة في ظل الاستخدام المكثف للهجات العامية، وضرورة تكييف اللغة مع المصطلحات العلمية والتقنية الحديثة التي تظهر بشكل متسارع. ولذلك، يركز الاحتفال في 18 ديسمبر من كل عام على ضرورة تعريب المحتوى الرقمي، وتعزيز استخدام اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي، لضمان قدرتها على مواكبة العصر دون المساس بهويتها وقواعدها الأساسية.

كما أن اليوم العالمي للغة العربية هو دعوة للأجيال الجديدة لتعزيز ارتباطهم باللغة الفصحى، واستكشاف جمالياتها الأدبية والشعرية، والتي تُعد ركناً أساسياً من أركان الهوية العربية. وتُعقد العديد من المبادرات التعليمية والثقافية لتشجيع الإبداع باللغة العربية وإبراز قيمتها الجمالية والمعرفية.

آفاق المستقبل: اللغة العربية جسر للحوار الحضاري

تؤمن اليونسكو بأن اللغة العربية يجب أن تلعب دوراً أكبر في تعزيز الحوار بين الثقافات. إنها لغة تتسم بالمرونة والتسامح، وهي قادرة على استيعاب المفاهيم الجديدة والتعبير عن التنوع الثقافي. ويهدف الاحتفال إلى إبراز هذه القدرة، وتشجيع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم، لفتح آفاق جديدة للتفاهم والتبادل المعرفي بين الشرق والغرب.

في 18 ديسمبر 2025، يتجدد العهد بأن تظل اللغة العربية، لغة الضاد، حية ومزدهرة. إن العمل على حمايتها وتطويرها ليس مسؤولية المتخصصين فحسب، بل هو مسؤولية جماعية لضمان استمرار إسهام هذه اللغة العريقة في إثراء المعرفة الإنسانية وصون الهوية الثقافية لملايين المتحدثين بها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق