ضباب سام يخنق كاليفورنيا.. ظاهرة موسمية تتحول إلى أزمة صحية وبيئية - وضوح نيوز

رياضة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضباب سام يخنق كاليفورنيا.. ظاهرة موسمية تتحول إلى أزمة صحية وبيئية - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 12:40 مساءً

تعيش مناطق واسعة من وادي كاليفورنيا الأوسط منذ أسابيع تحت وطأة سحابة كثيفة من الضباب الإشعاعي، في ظاهرة مناخية موسمية تحولت إلى أزمة صحية وبيئية متفاقمة، بعدما امتدت لمسافة تتجاوز 400 ميل، وغلفت أكثر من 20 مقاطعة، محوِّلة المشهد اليومي إلى ما يشبه لقطات من أفلام الخيال العلمي.

في البداية بدا الأمر وكأنه ضباب شتوي عابر، إلا أن الأيام كشفت وجهًا أكثر خطورة، مع تزايد شكاوى السكان من أعراض صحية غير مألوفة. جيرالد ديبرالانتا، أحد سكان مدينة تراسي، كان من أوائل من ربطوا بين الضباب وما تعانيه أسرته من مشكلات تنفسية، إذ أصيب هو وأطفاله بسعال حاد واحتقان استمر لأكثر من أسبوع. ويقول ديبرالانتا، الذي نشر مقاطع تُظهر سيارته مغطاة بطبقة بيضاء غريبة: «لم تكن مجرد قطرات ماء، بل مادة أشبه بالغبار تلتصق بكل شيء.. نُبقي أجهزة الاستنشاق قريبة ونحاول قدر الإمكان إبقاء الأطفال داخل المنزل».

وتكررت الشكاوى عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما «تيك توك»، حيث تداول السكان عشرات الشهادات عن سعال مزمن، وصداع متكرر، وآلام في الصدر، وتفاقم حالات الإكزيما لدى الأطفال، دون استجابة واضحة للعلاجات التقليدية.

ويرى الخبراء أن الضباب بحد ذاته ليس السبب المباشر للأزمة، إذ يُعرف الضباب الإشعاعي، أو «ضباب تول»، بأنه ظاهرة طبيعية تتشكل مع الانخفاض السريع لدرجات الحرارة بعد غروب الشمس. غير أن الخطر الحقيقي يكمن في ظاهرة «الانقلاب الحراري»، حين تعمل طبقة من الهواء الدافئ كغطاء يحبس تحتها الهواء البارد والضباب، ومعهما الملوثات المتراكمة قرب سطح الأرض.

وتحت هذا الغطاء غير المرئي، تتكدس عوادم المركبات، وانبعاثات المصانع، ودخان المواقد، وغبار المزارع، لتكوّن خليطًا سامًا من الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، القادرة على التغلغل في الرئتين والوصول إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى تهيج حاد في الجهاز التنفسي، وتفاقم أمراض الربو، وارتفاع معدلات التوجه إلى أقسام الطوارئ.

ولا تقتصر تداعيات الأزمة على الصحة العامة، إذ يحوّل الضباب الكثيف الطرق إلى مصائد موت حقيقية. ويسجل تاريخ المنطقة حوادث مرورية مروعة بسبب انعدام الرؤية، أبرزها حادث نوفمبر 2007 الذي شمل 108 مركبات وأغلق الطريق السريع 99 لأكثر من 12 ساعة. وفي يناير الماضي، أدى تصادم جماعي لـ40 سيارة إلى مقتل سائقين وإصابة تسعة آخرين، فيما يصف السكان القيادة في مثل هذه الظروف بأنها «تجربة مرعبة بكل المقاييس».

ورغم قتامة المشهد، تشير بيانات طويلة الأمد إلى تراجع عدد أيام الضباب الكثيف مقارنة بما كان عليه قبل ثلاثة أو أربعة عقود.ويعزو باحثون في جامعة كاليفورنيا - بيركلي هذا التحسن إلى تشديد قوانين جودة الهواء في الولاية، التي أسهمت في تقليص الجسيمات العالقة اللازمة لتكوّن الضباب.

وبينما يترقب السكان وصول نظام جوي قوي متوقع منتصف ديسمبر، على أمل كسر طبقة الانقلاب الحراري وتنقية الهواء، يبقى وادي كاليفورنيا الأوسط عالقًا تحت غطاء ضبابي لا يحجب الرؤية فحسب، بل يحتجز معه مزيجًا مقلقًا من الملوثات، في تذكير صارخ بكيف يمكن لظاهرة طبيعية أن تتحول إلى تهديد مباشر بفعل التلوث وتدخل الإنسان في البيئة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ضباب سام يخنق كاليفورنيا.. ظاهرة موسمية تتحول إلى أزمة صحية وبيئية - وضوح نيوز, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 12:40 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق