يدخل منتخب الجزائر نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 بطموحات متجددة، مستندًا إلى مزيج من الخبرة والشباب، في رحلة يسعى من خلالها لـمحو خيبات النسختين الماضيتين والعودة إلى منصات التتويج القارية. فبعد تاريخ حافل شهد التتويج باللقب عامي 1990 و2019، وبلوغ النهائي في نسخة 1980، يطمح “الخضر” لفتح صفحة جديدة في المغرب.

الجزائريون لا يرغبون في تكرار سيناريو الخروج المبكر الذي عاشوه في آخر نسختين، حيث ودعوا البطولة من الدور الأول دون تحقيق أي فوز، وهو ما جعل الجماهير تتطلع إلى أسماء قادرة على حمل الراية وإعادة المنتخب إلى مكانته الطبيعية بين كبار القارة.

ورغم القيمة الكبيرة التي يمثلها نجوم بحجم رياض محرز، متصدر قائمة التمريرات الحاسمة في تاريخ المنتخب، والمهاجم بغداد بونجاح الساعي لتعزيز رصيده التهديفي، فإن الأنظار تتجه بقوة نحو جيل جديد يتقدمه محمد الأمين عمورة.

عمورة… مهاجم بطموح لا يعرف الحدود

يُعد محمد الأمين عمورة، مهاجم فولفسبورج الألماني، أحد أبرز أوراق المنتخب الجزائري في البطولة المقبلة، بفضل سرعته وفاعليته أمام المرمى. منذ تولي فلاديمير بيتكوفيتش القيادة الفنية، أصبح عمورة عنصرًا أساسيًا في المنظومة الهجومية، ونجح في فرض نفسه كأحد أهم مفاتيح اللعب.

تألق عمورة لم يقتصر على مستوى الأندية، بل انعكس أيضًا مع المنتخب، حيث بصم على مشوار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 بتسجيله 10 أهداف، ليتصدر قائمة الهدافين، كما كان له دور مؤثر في التأهل إلى كأس أمم أفريقيا، بتسجيله هدفين وصناعة تمريرتين حاسمتين.

مسيرة كفاح من الملاعب المحلية إلى أوروبا

لم تكن رحلة عمورة مفروشة بالورود، بل بدأت من الملاعب المحلية في ولاية جيجل، حيث تدرج عبر أكاديمية محلية، قبل أن يشق طريقه نحو الاحتراف بخطوات ثابتة. أول عقد احترافي له كان بقيمة متواضعة، لكنه كان بوابة العبور نحو النجومية، بداية من وفاق سطيف، مرورًا بلوجانو السويسري، ثم سان جيلواز البلجيكي، وصولًا إلى فولفسبورج الألماني، حيث ارتفعت قيمته السوقية إلى أكثر من 30 مليون يورو.

أحلام أكبر مع “الخضر”

اليوم، يحتل عمورة مركزًا متقدمًا في قائمة هدافي المنتخب الجزائري تاريخيًا، ويضع نصب عينيه أهدافًا أكبر، أبرزها قيادة بلاده للتتويج بكأس أمم أفريقيا للمرة الثالثة، وترك بصمة قوية في المحافل العالمية، وصولًا إلى حلم الاحتراف في الدوري الإنجليزي والسير على خطى نجوم كبار.

ومع اقتراب انطلاق البطولة، يترقب الشارع الجزائري ما سيقدمه عمورة، في ظل آمال كبيرة بأن يكون عنوان المرحلة الجديدة، وقائدًا لحلم جزائري متجدد في أمم أفريقيا 2025.