‏(( لغة الخلود ))

‏تملكي مهجتي و استوطني فيها
‏كوني كتلك التي حبًا أناديها
‏حبيبتي أنتِ يا فصحايَ يا نغمًا
‏سرى بهدأةِ ليلٍ في بواديها
‏وشقق الصبحُ في أنحاء أحرفها
‏سنا أضاء كما للإبل حاديها
‏حتى أنافت على الآفاق مبدعةً
‏جزيرةُ العربِ كم سحرًا يباديها
‏هنا الفصاحةُ كم غنت مرابعُها
‏شعرًا و نثرًا روى روحًا لصاديها
‏في ذي المجنةِ سوقُ القولِ منعقدٌ
‏وذي المجاز علت رايات ناديها
‏وفي عكاظٍ بدت خنساؤه ألقًا
‏وكان نابغةَ الأشعار شاديها
‏وفي حراءٍ تسامت للعلا لغةّ
‏وبالكتاب زهت بالنور أيديها
‏وخلّدت آيهُ للناس منطقَها
‏فليس في غيره الإعجاز ينديها
‏تضوّع اللفظُ من أزكى روائحها
‏فاض البيان بها سحرًا يناديها
‏ثم انقضى زمنٌ وانتابها زمنٌ
‏فيه تقصّدت الفصحى أعاديها
‏تساقطت حملاتٌ ضدها كسفًا
‏و عاود النورُ للفصحى و واديها
‏ما دام نبضٌ من الإخلاص يرفدها
‏فلن يمرّ حقودٌ جاء يرديها
‏وما اعتززنا بها في النطق مفخرةً
‏ولم نبدلْ بها أخرى تعاديها
‏تبقى كما سالفِ الأفذاذ تتحفنا
‏من الغيورين أيدٍ حين تسديها
‏دامت لنا لغةُ القرآن خالدةً
‏ونحن نبقى بها للكون نهديها

‏محمد بن ناصر الخليف