نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفاوضات بلا اختراق... طريق السّلام في أوكرانيا وعرة وسط ضغوط ترامب وتصلّب بوتين - وضوح نيوز, اليوم الخميس 4 ديسمبر 2025 08:45 مساءً
تشهد المفاوضات بين واشنطن وموسكو مرحلة حساسة بعد الاجتماعات المطوّلة بين مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكرملين، وسط تمسّك روسيا بمطالبها والتعديلات الأميركية على مقترح السلام. ووسط الأجواء السلبية، تتزايد التساؤلات حيال فرص السلام ودور الولايات المتحدة في صياغة تسوية يمكن للطرفين قبولها.
قبل أسبوعين فقط، حدد ترامب موعداً نهائياً في عيد الشكر لأوكرانيا للموافقة على معاهدة سلام مع روسيا، إذ طرح اقتراحاً يتضمن عناصر اعتبرها الكثيرون متحيزة لمطالب موسكو. والآن، يبدو من الواضح أنه سيتعين عليه الانتظار، ربما طويلاً، لتحقيق أي اتفاق.
من المتوقع أن يجتمع وفد أوكراني الخميس مع مفاوضي ترامب، ما يبقي الأمل في إحراز بعض التقدم. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار مرة أخرى هذا الأسبوع إلى أنه لن يتنازل عن مطالبه المتشددة، ما ترك مبعوثي الرئيس الأميركي من دون أي تقدم يذكر بعد اجتماعهم الذي استمر 5 ساعات مع الزعيم الروسي في موسكو الثلاثاء، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
قال بوتين إن بعض المقترحات الواردة في خطة واشنطن لإنهاء الحرب غير مقبولة للكرملين، مشيراً إلى أن أي اتفاق لا يزال بعيد المنال على الرغم من الديبلوماسية المكوكية المكثفة التي يقوم بها المبعوثون الأميركيون، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
واعتبرت شبكة "سي أن أن" أن بوتين لا يسعى فعلياً إلى اتفاق سلام، بل يستمتع بوضع تُظهر فيه الولايات المتحدة رغبتها في التفاوض بشدة. الاجتماع المطوّل بين المبعوثين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في الكرملين لم يسفر عن نتائج معلنة، لكن بوتين يستفيد من رغبة ترامب بفرض السلام، خاصة مع تصريحاته التي تقول إن أوكرانيا ليست حربه، وإنه لا يريد إهدار المال عليها، ويريد فقط أن تنتهي. يرى بوتين في هذا الوضع فرصة نادرة تتيح لروسيا كسب الوقت وتعزيز مكاسبها العسكرية البطيئة ولكن الواضحة، بينما تعاني أوكرانيا ضغوطاً داخلية وتراجع الدعم الأميركي، ويواجه زيلينسكي تحديات سياسية وشعبية مع استمرار الخسائر وتراجع المعنويات.
ومع استمرار تقدم موسكو العسكري وإن كان مكلفاً، يزداد تباعد فرص التوصل إلى سلام حقيقي، بينما يقترب المشهد من تحقيق بعض أهداف بوتين الجيوسياسية، ما يجعل إنهاء الصراع مسألة أكثر تعقيداً على المدى القريب.
يترك ذلك ترامب أمام مجموعة من الخيارات الصعبة ولكن المألوفة. هل يضغط على أوكرانيا لتقديم المزيد من التنازلات حتى لو كان ذلك يعني تعريض سيادة البلاد للخطر؟ هل ينسحب في النهاية، كما أشار في بعض الأوقات إلى أنه قد يفعل، حتى لو كان ذلك اعترافاً بالفشل في محاولة إنهاء حرب كان قد وعد بحلها في غضون 24 ساعة؟ أم أنه سيعكس مساره ويعيد المساعدات العسكرية الأميركية الواسعة النطاق لأوكرانيا، بعدما أعلن أن أوروبا هي التي ستتحمل العبء المالي لتسليح البلاد؟
جانب من لقاء بوتين مع ويتكوف وجاريد في الكرملين، (ا ف ب).
قال ترامب للصحافيين إن "الأمر يتطلب طرفين للتانغو"، معترفاً بصعوبة التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. اختلفت نبرته تماماً عن تلك التي استخدمها في اجتماعه مع بوتين في ألاسكا، حيث توقع بثقة أن زلينسكي وبوتين سيجلسان معاً ويتوصلان إلى تفاهم.
وكان ترامب قد حدد طوال العام مواعيد نهائية، معتبراً أن اتفاق سلام قد يكون قريباً، ليصاب بالإحباط في النهاية بسبب تمسك بوتين، من دون تردد، بمطالبه.
في الوقت الحالي، يبدو أن المفاوضات مستمرة. وسعت أوكرانيا إلى إظهار استعدادها لمواصلة المحادثات، على الرغم من أن العديد من الأوكرانيين مقتنعون بأن بوتين ليس لديه مصلحة في التوصل إلى نهاية للحرب عن طريق التفاوض.
ويبدو أن أكبر نقاط الخلاف لم تتغير على الرغم من الزخم الديبلوماسي الذي شهدته الأسابيع الأخيرة بعد تسريب الخطة.
لم يكن رد فعل بوتين على الاقتراح الأميركي المعدل مفاجئاً. عندما تسرب النص الأصلي الذي فاجأ الأوروبيين، اضطر المفاوضون الأميركيون إلى إعادة صياغته، وحذف الأجزاء التي تقوّض أمن أوكرانيا في المستقبل. وكما كان متوقعاً، جعل ذلك الاقتراح غير مقبول بالنسبة لزعيم الكرملين الذي ظلت أهدافه، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو، "تقويض الدولة الأوكرانية".
وقالت "نيويورك تايمز" إن هناك الآن أربعة عناصر منفصلة يتم التفاوض عليها بالتوازي بين موسكو وواشنطن. يرتبط أحدها بقضايا تتعلق بسيادة أوكرانيا، مثل الحدود المفروضة على حجم جيشها في أوقات السلم ومدى صواريخها. وتغطي العناصر الأخرى الأراضي والتعاون الاقتصادي وقضايا الأمن الأوروبي الأوسع نطاقاً.
ويقول الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور أسعد العويوي لـ"النهار": "منذ لقاء بوتين وترامب في ألاسكا، هناك توافق كبير ما بين البلدين على الصعيد الدولي على حل المشكلة الأوكرانية وإنهاء الصراع على أساس أخذ المصالح الروسية بالاعتبار، وهو فرض السيادة الروسية والاعتراف بها في القرم وأيضاً في منطقة دونباس".
ويعرب عن اعتقاده أن هذا "يشير إلى أن واشنطن مقتنعة بذلك وهي تعلم جيداً أنه لا يمكن لموسكو أن تتراجع عن هذا الموقف على الإطلاق، وبالتالي سوف يفرض ترامب رؤيته على إنهاء الحرب من خلال ضمانات لأوكرانيا وأوروبا، وهي ضمانات أمنية لها علاقة بعدم الاعتداء مرة أخرى على أوكرانيا من قبل روسيا، آخذين بعين الاعتبار أن لا تنتسب أوكرانيا للناتو".
ويرى العويوي أن هناك "توافقاً في اللقاء الأخير بين ويتكوف وكوشنر مع الطرف الروسي، وخاصة مع بوتين"، لافتاً إلى "وجود بعض نقاط الخلاف لكن ليست جوهرية... الجوهر في الموضوع أن الولايات المتحدة مقتنعة بأن المناطق التي سيطرت عليها روسيا وضمّتها ضمن استفتاء شعبي إلى روسيا ستؤخذ بعين الاعتبار لإنهاء هذه الحرب مقابل الضمانات الروسية الأميركية لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي".
ولكن حتى مع استمرار المحادثات، يسود شك واسع النطاق في أوروبا وواشنطن حول فرص التوصل إلى اتفاق.
ويقول خبير السياسة الروسية والدولية الدكتور حسام العتوم، لـ"النهار"، إن التقارب الروسي الأميركي شكل خطوة نجاح إضافية تجاه إمكانية تحقيق السلام. لكن الحلقة المعيقة للسلام هي الاتحاد الأوروبي بقيادة بريطانيا".
ويضيف: "زيلينسكي المنتهية ولايته لا يراهن على السلام الذي تقوده أميركا ترامب بل على استمرار حرب فاشلة بقيادة الاتحاد الأوروبي"، ويتابع: "لا أتوقع حدوث سلام ما لم تغادر القوات الأوكرانية دونيتسك وما لم تجرَ في كييف انتخابات رئاسية تستبدل زيلينسكي أو تعيد انتخابات رئيساً شرعياً لأوكرانيا".




0 تعليق