نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تدوير رؤساء الجامعات السعودية بين التكامل والتنافس - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025 11:20 مساءً
تابع قناة عكاظ على الواتساب
مرت الجامعات السعودية بمحطات تاريخية مهمة بدءاً بنواة التعليم العالي سنة 1927 ثم تأسيس أول جامعة سعودية 1957 ثم التوسّع الإقليمي بفروع الجامعات، بعدها مرحلة الجامعات التخصصية ثم مرحلة جامعات المناطق، تلتها مرحلة التنافس والتصنيفات الدولية وصولا إلى المرحلة الحالية وما ترتكز عليه من حوكمة واستقلالية مالية وابتكار واستدامة.
المرحلة الحالية تتطلب قيادات جامعية متمكّنة، تستطيع مواكبة التغييرات التي تعيشها المملكة وضبط بوصلة التغيير بما يحقق مستهدفات الجامعة بالتماهي والانسجام مع مستهدفات رؤية المملكة. المتابع لأداء الجامعات في الفترة الأخيرة، يستطيع أن يرى بوضوح الجامعات التي استوعبت دورها وتموضعت، حيث يجب أن تكون محلياً وعالمياً، كما يستطيع في الوقت عينه، أن يرى جامعات لا تزال تغرد خارج السرب وتعمل ربما بلا بوصلة بل وتتمترس خلف إدارة جامعية خارج الزمن، عاجزة عن التموضع والمواكبة والتفاعل والانسجام مع الإيقاع العام للتغيير والتنمية كما هو في معظم الجامعات.
هذه المرحلة لا تحتمل الجامعة مثل هذه الفقيرة إدارياً وقيادة، لأن تعطيل أي جامعة في هذه المرحلة سوف يترتب عليه تعطيل دائرة قطرها مجتمع الجامعة خاصة جامعات المناطق، كما يترتب عليه إخراج فئات كبيرة من المجتمع خارج زمنها، في الغالب بسبب مدير جامعة ليس لديه ما يقدمه.
من هنا يصبح التدوير الإداري مطلباً أكاديمياً وتنموياً وإدارياً ملحاً، يتبيّن من خلاله ما إذا كان قصور الجامعة إدارياً وليس لسبب آخر، كما أن التدوير يحقق تلاقح التجارب القيادية للجامعات السعودية وتبادل النجاحات في فترة وجيزة، ويصقل المهارات القيادية الفردية لبعض المديرين، غير القادرين على تموضع جامعاتهم، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون التدوير فرصة أخيرة لبعض رؤساء ومديري الجامعات المفلسين إدارياً وقيادياً، بالتخلص منهم.
يعد التدوير أحد أفضل أدوات نقل التجارب بين الجامعات وبالذات فيما يرسّخ ويعزز كل ما يدعو للتكامل بين الجامعات وكل ما يدعو للتنافس فيما بين الجامعات.
فهل العلاقة بين الجامعات السعودية هي علاقة تكاملية ومتى تصبح العلاقة تنافسية بين الجامعات؟ يمكن القول إن التكامل بين الجامعات يعني توزيع أدوار، بينما يعني التنافس بين الجامعات تحسين الأداء داخل كل دور. وهذا يعيدنا لما سبق وأن تناولته في مقالات سابقة وهو أن يكون لكل جامعة سعودية هوية أكاديمية بحثية اقتصادية حتى لا تتكرر الجهود وتلعب الجامعات أدوار بعضها بعضاً.
تتكامل الجامعات عندما يكون هدفها اجتماعيا ومعرفيا، وتتنافس الجامعات في البحث عن التصنيفات والسمعة الأكاديمية. تتكامل عندما تراعي الجامعات اختلاف التخصصات لكل جامعة بما يميّزها ويجعلها تتفرد عالمياً، فلا تتشابه تخصصاتها مع تخصصات جامعة محلية أخرى، وإن كانت بعض التخصصات تتكرر في معظم الجامعات، إنما المقصود أن تتميّز به جامعة واحدة فقط. التكامل أن تركز جامعة الملك سعود على التخصصات الطبية والصحية، وأن تركز جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على الهندسة والطاقة والبحث الصناعي، بينما تركز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) على أبحاث متقدّمة في الذكاء الاصطناعي والعلوم البحرية والطاقة. وهكذا تصبح كل جامعة مميّزة ومتفردة في مجالها بدل منافسة الجميع في كل شيء.
ومن هنا يكون التنافس بأن تنافس كل جامعة لتكون الأفضل داخل مجالها وليس بتقليدها غيرها مثل نشر الأبحاث جذب العقول والمواهب وعقد الشراكات الصناعية وتبني الابتكارات وريادة الأعمال بذلك تنتقل الجامعات السعودية من جامعات مكررة إلى منظومة تتكامل داخلياً وتنافس عالمياً.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : تدوير رؤساء الجامعات السعودية بين التكامل والتنافس - وضوح نيوز, اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025 11:20 مساءً





0 تعليق