أهي حكومة نهاية العهد؟ - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أهي حكومة نهاية العهد؟ - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 02:35 صباحاً

2003-04-24

 

 

الرسالة تقرأ من عنوانها، والعنوان هو دمشق. ومما لا شك فيه ان الطبخة الحكومية الجديدة طبخة شامية صرفة. فقرار استقالة الحكومة السابقة واختيار اسماء رئيس الحكومة الجديدة واعضائها وتوقيت اعلانها، كل هذا تقرّر في سوريا لاسباب سورية مرتبطة مباشرة بالوضع الاقليمي وخصوصاً بالضغط الاميركي الاخير الذي مورس على سوريا.

 

هذا يعني ان اولويات برنامج الحكومة الجديدة هي اولويات سورية لا لبنانية، فتأليف الحكومة ربما كان الرد السوري الاول على الرسائل الاميركية، - رد بسلاح لبناني - مما اضفى علىها صفة حكومة حرب، بل حكومة مواجهة.

 

عدد 2003-04-24.

عدد 2003-04-24.

 

وهذه المواجهة - كالعادة - ستكون ساحتها لبنان ومن خلال هذه الحكومة بالذات حيث ستعلو الأبواق المُزايِدة مع فتح الجبهات الخطابية… وكالعادة سيكون التصعيد في لبنان والتليين في الشام! … اما التليين فبدأت ملامحه ترتسم قبل وصول وزير خارجية الولايات المتحدة الى دمشق، اذ قررت سوريا طرد اللاجئين العراقيين واعلنت على لسان وزير خارجيتها ان ما يهمها اليوم هو ايجاد حل لقضية الجولان تاركة القضية الفلسطينية للفلسطينيين… مما يعني ان عملية فك ارتباط سوريا ربما حصلت على مستوى تبادل “الرأي” مع الاميركيين حول القضية الفلسطينية، وخصوصاً ان اميركا تعتبر ان انجاح “خريطة الطريق” امر اساسي لا رجوع عنه…

 

واما التصعيد فسمعناه على لسان الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان خلال الخطاب الذي القاه في مناسبة دينية فوجّه انتقادات واضحة الى المشروع الاميركي والى الوجود الاميركي في العراق، داعيا الى المقاومة على غرار ما حصل في جنوب لبنان وما تقوم به “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في فلسطين. على كل حال لا نريد هنا ان نسترسل في الكلام على الوضع الاقليمي وما قد ينتج من الحوار المنتظر بين اميركا وسوريا ومن يدفع الثمن او ماذا يكون الثمن، في حال حصل اتفاق او لم يحصل…

 

… كما اننا لا نريد ان ندخل في خصوصية الاستراتيجيا السورية التي أدّت الى تأليف حكومة كهذه تحمل اكثر من رسالة تصلّب عبر احتوائها على رموز معروفين لدى الجميع، واذا كانت بالفعل ستخدم السياسة السورية على نحو افضل مما لو تألفت محلّها حكومة حوار وانفتاح في هذه المرحلة التي تستوجب الانفتاح والحوار للتوصل الى اتفاق شامل حول قواسم مشتركة.

 

ولكن ما نكتفي بقوله الآن هو ان هذه الحكومة تتعارض كليا مع مصلحة لبنان العليا الكامنة اولا واخيراً في تكريس الحوار الوطني الشامل. فرغم ان سوريا لعبت الدور الاساسي في تأليف الحكومة كان من واجب الدولة اللبنانية ان تدافع عن مصلحة لبنان وتوضح لسوريا ان حكومة كهذه لا يمكن ان تخدم لبنان ولا سوريا ولا العلاقات اللبنانية - السورية، بحيث انها تبقي القديم على قدمه، في خصوص الأداء السوري على مستوى التدخل في كل شاردة وواردة.

 

يفترض ان تكون مسؤولية الدولة والحكم الدفاع عن المصلحة الوطنية العليا، لذلك يتحملان المسؤولية عن اغلاق باب الحوار الوطني مع المعارضة، كل المعارضة، اذ اننا سمعنا اصواتا من كل التيارات وكل الاحزاب وكل الطوائف تعارض طريقة تأليف هذه الحكومة وشكلها.

 

لقد كان الشعب اللبناني ينتظر في هذه الظروف الدقيقة تأليف حكومة وفاق وطني تعوِّض التقصير الذي حصل على مستوى هذا الوفاق منذ بداية العهد حتى اليوم، حكومة هدفها الاول والاخير تحصين الجبهة الداخلية وارساء اجواء ثقة مع سوريا.

 

كان ينتظر حكومة وفاق وتوافق واتفاق تعمل على طي صفحة الماضي في الداخل بدعوة الجميع الى المشاركة في الحكم ودعوة الجميع للعودة الى الوطن بدءاً بالعماد ميشال عون، ومن خلال اطلاق كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم سمير جعجع… الشعب كان ينتظر قرارا باعادة فتح محطة “أم.تي.في.” انطلاقا من تمسك لبنان بالحريات والديموقراطية… واذ بقرار يكرس اغلاقها.

 

قرار اجرامي في حق الاعلام والحريات العامة والعاملين في المحطة. لقد كان الشعب اللبناني ينتظر من هذه الدولة خطوات ايجابية، اما الرد عليه وعلى كل المبادرات الايجابية التي اطلقت وآخرها موقف البطريرك صفير، فكان المزيد من الانغلاق والمزيد من الانتقام والمزيد من ترسيخ سياسة تصفية الحسابات والمزيد من التشنج والتسلط في زمن لم يعد من مكان فيه للمتصلبين والمتشنجين والمتسلطين… ولا حتى لأصنامهم.

 

مرة اخرى برهنت الدولة عن خوفها وضعفها وتخاذلها وبرهنت ان المصالح الخاصة والشخصية عندها اهم من المصلحة الوطنية العليا. … كيف نصف يا ترى هذه الحكومة؟ أهي حكومة نهاية عهد ام حكومة نهاية العهد؟ 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق