التصعيد هو ضدّ لبنان! - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التصعيد هو ضدّ لبنان! - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 04:05 صباحاً

2002-04-10

 

نقول بكل صراحة: كفى لعباً بالنار في جنوب لبنان ومن جنوب لبنان. نقول هذا الكلام ل”حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله، نقول هذا الكلام للفصائل الفلسطينية ولا سيما لجماعة ما يسمى الرفض الفلسطيني وقادته المقيمين في دمشق، نقول هذا الكلام للدولة اللبنانية رئيساً وحكومة، نقول هذا الكلام للقيادة السورية في لبنان وفي دمشق…

 

… نقول هذا الكلام لأنه يحق لنا كلبنانيين ان ندلي برأينا ونشارك في أي قرار له علاقة بالجنوب أو غير الجنوب، وخصوصا عندما يكون القرار مصيرياً متصلاً بالحرب والسلم والدمار والخراب.

 

الصفحة الأولى من عدد 2002-04-10

الصفحة الأولى من عدد 2002-04-10

 

نقول هذا الكلام لأن الجنوب ومزارع شبعا ليست ملكاً ل”حزب الله” أو لأمينه العام ولا لأي مجموعة فلسطينية أو أي مجموعة مسلحة تسرح وتمرح وكأن الارض سائبة… تماماً كالقرار الرسمي!!! هذه الارض لنا، لكل اللبنانيين وللجنوبيين أولاً، وليست مشاعاً لأحد. فلتتوقف العمليات العسكرية التي يقوم بها “حزب الله” وغيره ولنضع حداً لهذا الفولكلور وللمزايدات وللدروس في المقاومة والوطنية، فلا يزايدن أحد على أحد في المقاومة والوطنية.

 

ان اللعب بالنار والتفرد بالقرار العسكري في الجنوب جريمة في حق لبنان واللبنانيين، تماماً كالاصرارعلى بقاء جبهة الجنوب وحدها مفتوحة دون سواها من الجبهات في الاردن او مصر او سوريا.

 

وعلى الدولة أن تستمع الى أصحاب الارض في الجنوب من كفرشوبا الى حاصبيا وغيرها، لتعرف حقيقة رأيهم وتتوقف عند هذا الرأي وتضع حداً لممارسات “حزب الله” وغيره من الميليشيات المسلحة هناك.

 

المطلوب اليوم من الدولة ان تثبت مصداقيتها الداخلية والدولية عندما تقول انها لا تريد اشعال جبهة الجنوب، وذلك بتنفيذ أقوالها فعلياً على طول الخط الازرق وفي مزارع شبعا بالذات… ولو موقتاً، لأنه حسب مفهوم الديبلوماسية الدولية فان الخط الأزرق لا يتوقف عند مزارع شبعا بل يشملها.

 

إن مصداقية رئيس الجمهورية والحكومة وكل الدولة على المحك، فاما هم من يتكلم باسم لبنان الرسمي ومن يملك القرار الفعلي، أو أن هناك دولة ضمن الدولة، وازدواجية بين ما يقال وما يُنفذ او بالاحرى ما لا ينفذ على الارض. فهل اصبح للدولة او لغيرها كلامان ولغتان، علماً ان الدولة السورية ايضاً اعلنت انه من غير المرغوب فتح جبهة الجنوب… والغريب انه بعد كل تأكيد نرى جبهة المزارع تشتعل عسكرياً بدعم كلامي من قيادة “حزب الله”.

 

فهل اصبح “حزب الله” مستقلاً في قراره وتحركاته الى هذا الحد؟ واسمحوا لنا ان نقول ان في امكان الرئيس لحود ومن حقه، اذا اقتنع بالامر، ويا ليته يقتنع، ان يطلب من “حزب الله” وضع حد للعمليات في الجنوب ولو في الوقت الحاضر وخصوصا انه من الذين سلّفوا جبران تويني - التتمة في الصفحة 11 - “حزب الله” مواقف وغطوه ما فيه الكفاية ليعطيه الحد الادنى من “المونة” على الحزب لمصلحة الوطن والشعب.

 

واسمحوا لنا ان نقول ان أي قرار للمقاومة العسكرية من الحدود اللبنانية او قرار فتح الحدود أمام العمل العسكري ضد اسرائيل يستوجب ليس فقط قراراً عربياً استراتيجياً موحداً بفتح كل الجبهات في وجه اسرائيل، بل أولاً قراراً لبنانياً وطنياً شاملاً بفتح الحدود وليس تفرداً لا من “حزب الله” ولا من الحكومة وحدها! … مع العلم انه في الوقت الحاضر لا لزوم لفتح جبهة الجنوب - التي قد تشعل المنطقة - لمساعدة الفلسطينيين في مقاومتهم، فالمقاومة الحقيقية للعدوان الاسرائيلي هي المقاومة البطلة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة وعلى رأسه ياسر عرفات المحاصر والصامد… … ولا لزوم ان نقول إنه لم يعد يحق بعد اليوم لأحد ان يعطي عرفات وشعبه دروساً في المقاومة أو الصمود او الوطنية أو أن ينظّر عليهم من بعيد، وفوق المنابر!… والجنوب ليس أرضاً لتصفية الحسابات ولا لمباريات عرض العضلات ولا للابتزاز السياسي. … الا اذا كان التصعيد مطلوبا لتوريط الجميع وقلب الطاولة وتغيير المعادلات تماماً كما يتمنى شارون وكل من يعتبر نفسه متضرراً اليوم من عودة عرفات الى الواجهة العربية من الباب الواسع كالزعيم السياسي القوي والمقاوم الأول في وجه اسرائيل بعد سلسلة الحملات التي تعرض لها هنا وهناك واتهمته تارة بالعمالة وطوراً بالتخاذل او التنازل أو التواطؤ! … الا اذا ظنوا ان عرفات سرق دورهم حين سرق الاضواء. لا يجوز ان يدفع الجنوب ومعه لبنان ثمن “حسد” البعض أو ثمن تصفية حسابات البعض الآخر! لا يحق لأحد، أيا كان هذا “الأحد” أن يقول أو يدعي أو يتصرف وكأنه الحاكم بأمر الله الوحيد الأوحد لمنطقة الجنوب ومزارع شبعا، والعارف الأوحد بما يجب ان يُعتمد اليوم لمواجهة المرحلة. غداً يجتمع مجلس الوزراء اللبناني في اجواء التهديد والخوف ليس على مصير الجنوب وحده بل المنطقة كلها. وليته يتخذ القرار التاريخي بارسال الجيش الى الجنوب ونشره على الحدود لحماية الارض اللبنانية ومصالح اللبنانيين، وليس من عيب في ان يتخذ قراراً “تاريخياً” كهذا ولو جاء متأخرا… فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. وادعاء ان نشر الجيش على الحدود هو لحماية اسرائيل هو كلام مقصود منه خدمة كل شيء الا المصلحة اللبنانية. ويا ليت “حزب الله”، اذا كان فعلاً يؤمن بالمشاركة ويضع المصلحة الوطنية الشاملة العليا فوق كل اعتبار ويؤمن بالديموقراطية والوحدة والسيادة والدولة والمؤسسات، ليته يتخذ قراراً شجاعاً بوضع حد للعمليات العسكرية في الجنوب ومن الجنوب ولو موقتاً تاركاً حق توقيت معاودتها للدولة اللبنانية وحدها! هكذا تكون القرارات التاريخية وهكذا يكون الرجال التاريخيون… فهل من رجال تاريخيين يتخذون في وطننا قرارات تاريخية في هذا الظرف التاريخي؟! … وإنّنا لهم وباسم المصلحة الوطنية شاكرون!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق