نحتاج الى معجزات! - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نحتاج الى معجزات! - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 04:05 صباحاً

2002-10-10

 

هل يحق لنا ان نسأل عن الاسباب الحقيقية وراء اقتراح مشروع لبنان دائرة انتخابية واحدة وعمن كان وراءه، ام نكتفي بجواب الوزير فرنجيه الذي قال بصراحة ووضوح من بكركي ان المشروع هو من باب ردة الفعل والانفعال؟

 

لقد وصف الرئيس بري المشروع، بعد زيارته بعبدا الاسبوع الماضي، بأنه “المشروع الشجاع”، وأوحى ان عرّابه قد يكون رئيس الجمهورية، وقال لنا بري ان لبنان دائرة واحدة هو حلمه، مع انه بالفعل كابوس للوطن!!!

 

الصفحة الأولى من عدد 2002-10-10.

الصفحة الأولى من عدد 2002-10-10.

 

وهل يحق لنا ان نسأل لماذا اراد الرئيس بري ان يضع هذا المشروع تحت عباءة الرئيس لحود؟ وهل بالفعل الرئيس لحود عرّاب هذا المشروع ولماذا؟

 

وهل يحق لنا ان نسأل أيضاً عن عدم وضوح موقف الرئيس الحريري رغم الموقف الايجابي من المشروع لعدد كبير من نوابه، ونحن والرأي العام نعلم ان نواب كتلة الحريري لا يتمتعون باستقلالية تحرك او كلام بل يعبّرون فقط عن رأي رئيسهم؟

 

وهل يحق لنا ان نتساءل عن تردد النائب جنبلاط حيال المشروع ام نضعه في خانة السياسة الجنبلاطية المعتمدة؟ وهل يحق لنا ان نتساءل عن توقيت اقتراح المشروع بحيث جاء ليصرف الانظار عن قضية اقفال “أم. تي. في” لئلا يكون موضوع الحريات ملتهباً خلال انعقاد القمة الفرنكوفونية؟

 

وهل يحق لنا ان نسأل لماذا تحاول دائماً الاجهزة ان تحرك أبواقها كلما صدر عن بكركي موقف وطني معارض يعبّر عن صرخة ضمير، فنرى ان البعض يحاول اللعب بنار الطائفية والمذهبية من باب الضغط والابتزاز مستخفاً بما قد يترتب على ذلك من اخطار؟

 

وهل يحق لنا ان نسأل الى متى يبقى سيف فتح الملفات الفارغة مصلتاً فوق رؤوس المعارضة وكأن الدولة تريد ان تهشّل من لم يهشل بعد حتى يصبح الوطن فارغاً الا من الذين يهوون التصفيق والتصويت برفع الايدي؟!

 

وهل يحق لنا ان نتساءل اذا كان سبب تغيير موقف عدد كبير من السياسيين المقربين جداً من سوريا الذين ايّدوا المشروع في البداية ثم انقلبوا عليه، اذا كان السبب اشارة سورية اعطيت لهم، مما يعني ان سوريا لم تكن في البداية مع المشروع وخصوصاً انها في الوقت الحاضر، وحسب المطلعين، تفضّل ان تنعم “الساحة اللبنانية” باستقرار ولو نسبي نظراً للاستحقاقات الاقليمية ولدقة الموقف في جو سياسة شد الحبال والتجاذبات؟ …

 

مما يعني ان هؤلاء، لسوء حظهم قد اساؤوا قراءة الموقف السوري الذي يعتمدونه لاتخاذ مواقفهم، “فتورطوا” في الدفاع عن المشروع ظناً منهم انه جاء بايحاء من فوق بعدما كان الرئيس بري قد اعطى اشارة ايجابية من فوق أيضاً - عنيت بعبدا - فكان ما كان اذ تبين ان موقف “فوق” من القانون قد لا يكون اليوم في الشكل والمضمون كموقف “فوق الفوق”…

 

… وهنا هل يحق لنا ان نسأل عن المعنى الحقيقي لموقف الرئيس لحود من قانون الانتخاب في كلامه الاخير الذي لم يكن واضحاً؟ وهل يحق لنا ان نسأل اذا كان هذا الموقف تراجعاً ام انه توضيح وردّ على تحميل الرئيس بري الرئيس لحود المسؤولية عن التقدم بالمشروع؟ وهل يحق لنا ان نسأل الى متى سيبقى التعامل السياسي لدى اركان الدولة مبنياً على الانفعال والانتقام والحرتقات؟ الى متى ستبقى أبواب الحوار مقفلة في وجه كل من اختلف مع الحكم وأراد أن يتوصل الى حلّ عبر الحوار والوفاق واعتماد لغة العقل؟

 

اسئلة ربما نطرحها من باب القرف المعنوي الذي اوصلتنا اليه هذه الحالة السياسية المتردية. اسئلة ربما تبقى بلا اجوبة، وربما اعتبرت “تآمرية” كما يعتبر كل خبر او كل موقف لا يكون على ذوق الحكام!

 

   امس زارني صديق يعيش في الخارج، في احدى دول المعسكر الشيوعي السابق، فدخل الى مكتبي وقال: أنا مرتاح هذه المرة عندكم لسببين: السبب الاول انني لم أعد أحسّ بالغربة في لبنان في ظل هذا الحكم، فانه شبيه بالحكم البلغاري قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث كانت كل سياسة الدولة مبرمجة معلبة مستوردة لا خصوصية داخلية لها ولا حيوية سياسية، بل تحرك صوري وادوات تنفيذية… عبارة واحدة ترسم الخطوط العريضة لسياسة الدولة: ممنوع!

 

وتابع صديقي: أما السبب الثاني لارتياحي اليوم في زيارة لبنان فهو انني عندما سأغادره لاعود الى حيث انا، لن احسّ بنقص على مستوى الحريات والاوكسيجين السياسي، بل سأجد ما نقصني خلال زيارتي للبنان من حيوية سياسية من خلال عودتي الى بلد اقامتي في هذه الدولة التي كانت تابعة للمعسكر الشرقي الشيوعي السابق والتي عادت اليوم تقدّر أهمية النعمة الالهية التي اسمها الحريات العامة والديموقراطية!

 

هل نكفر لكلام صديقي كما كفر الكثير من الشباب اللبناني الذي هجر الوطن بسبب الاداء السياسي منذ أوائل التسعينات حتى اليوم موقعاً لبنان في خطر الموت بسبب النزف اليومي؟ … ام اننا نؤمن بأن معجزة ما قد تحصل لتخرج الدولة وَمَنْ دار في فلكها من حالة السكر الذي يعميها ومن حالة الحقد التي غرقت فيها؟ وربما معجزة ثانية تخرج الشعب من حالة القرف واليأس والاستسلام والاستقالة الذاتية…

 

… وربما معجزة ثالثة تجعل المسؤولين في سوريا يفتحون اعينهم على الحقائق التاريخية والآنية لتصحيح ما يمكن تصحيحه قبل ان تهب رياح العاصفة وندفع كلنا ثمن سكرنا وحقدنا ويأسنا وقرفنا و”احلام” هذياننا! … فهل من معجزات تحصل في عالم الاحياء؟ نعم، فمن آمن بالله آمن بقوته العجائبية! 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق