نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطر "داعش" لم ينتهِ… كيف يواصل التنظيم إلهام الهجمات؟ - وضوح نيوز, اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 06:55 مساءً
تُعيد الهجمات العنيفة الأخيرة لتنظيم "داعش" في عدة مناطق من العالم تسليط الضوء على استمرار خطره، برغم تراجع نفوذه الميداني. فالتنظيم، الذي فقد أراضيه، لا يزال قادراً على إلهام هجمات فردية عبر دعايته المتطرفة.
في أوستراليا، أطلق أب وابنه النار على 15 شخصاً كانوا يحتفلون بعيد يهودي على الشاطئ. وفي بريطانيا، صدم مواطن بريطاني من أصل سوري حشداً من الناس، وهاجم آخرين بسكين خارج كنيس يهودي في يوم الغفران. ويوم الثلاثاء، ألقت السلطات البولندية القبض على طالب يشتبه في تخطيطه لهجوم على سوق عيد الميلاد.
وقام مهاجم بقتل 14 شخصاً وإصابة العشرات عندما صدم بشاحنته حشدًا من الناس في ليلة رأس السنة في شارع بوربون في نيو أورلينز. وفي العام الماضي، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على قاعة حفلات موسيقية في موسكو أسفر عن مقتل 143 شخصًا على الأقل. وفي عام 2024 أيضاً، ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأميركية في إحباط مخطط مماثل من خلال تنبيه السلطات في النمسا إلى عملية مزعومة للتنظيم تهدف إلى قتل مئات الأشخاص في حفل موسيقي لتايلور سويفت في فيينا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
كما وقعت مذبحة شاطئ بوندي بعد يوم واحد من قيام أحد أفراد قوات الأمن السورية بقتل جنديين من الجيش الأميركي ومترجم مدني أميركي في تدمر بسوريا. وألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللوم على التنظيم، وقال مسؤولون إن مطلق النار كان مقرراً طرده من الخدمة بسبب آرائه المتطرفة.
وقد اتُهموا جميعاً بدعم تنظيم "داعش". بحلول عام 2019، هُزم "داعش" جغرافيًا، ولم يعد قادراً على جذب مجندين في منطقة جغرافية محددة. بدلاً من ذلك، عاد إلى تكتيكات التمرد، وانقسم إلى فروع إقليمية.
وتُظهر أعمال العنف المتكررة أن التنظيم قد تكيف مع حقبة ما بعد الخلافة. صحيح أنه أصبح أضعف مقارنةً بما كان عليه قبل عقد من الزمن، عندما كان يسيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، ولكنه أصبح الآن يستخدم الدعاية كأقوى أداة له لإلهام الهجمات القاتلة.
تحث دعاية التنظيم أتباعه على استهداف تجمعات غير المسلمين، وتقدم نصائح مفصلة حول استخدام الأسلحة النارية والقنابل والمركبات والسكاكين أو مزيج من الأساليب لزيادة عدد الضحايا. وقد أخبر التنظيم أتباعه بأن "من الضروري ترك نوع من الأدلة أو الشارات التي تحدد الدافع والولاء".
عنصر من
وأعرب خبراء الإرهاب عن قلقهم من أن نجاح هجوم سيدني قد يؤجج المزيد من المؤامرات المتطرفة مع اقتراب الأعياد، حيث تشكل أسواق عيد الميلاد الأوروبية هدفاً جذاباً. ولا تتطلب مثل هذه الهجمات الفردية سوى القليل من التمويل، فيما يصعب التنبؤ بها ومنعها لأنها تستهدف أهدافًا ضعيفة، مثل التجمعات في الأماكن المفتوحة، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز".
واكتسب التنظيم شهرة سيئة بسبب عمليات الاختطاف والاستعباد الجنسي والإعدامات العلنية في الشرق الأوسط. قام بتنسيق أو إلهام هجمات إرهابية في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك هجمات منسقة في فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أسفرت عن مقتل 130 شخصًا، وتفجيرات انتحارية في بلجيكا بعد عام واحد أسفرت عن مقتل ما يقرب من 13 شخصًا.
ويقول الكاتب السياسي والمختص في الجماعات الإسلامية أحمد الأيوبي لـ"النهار": "لم ينته تنظيم داعش، وهو ما زال موجوداً في مناطق محدودة في سوريا والعراق، وهو واسع الانتشار في عدد من دول أفريقيا، خاصة في وسط وشرقي القارة، مستغلاً حالة عدم الاستقرار لتوسيع نفوذه من خلال فروع مثل "ولاية وسط أفريقيا" و"ولاية موزمبيق" و"ولاية الصومال"، مع تحولات في بؤر نشاطه تظهر تراجعًا في موزمبيق وزيادة في الكونغو الديموقراطية وأوغندا".
ويضيف: "أما في الغرب، فإنّ أوستراليا تحديداً شكلت مجالاً لحضور بعض الأفكار المتطرفة ظهرت في بعض الحوادث المتفرقة، لكنّ ما يلجم داعش في القارة الأوسترالية هو وعي وتعاون الجاليات الإسلامية مع السلطات هناك لتحقيق الاستقرار، وهذا يُجهض أي توسع أو مسعى لتشكيل بيئة حاضنة للإرهاب".
ويتابع: "لكنّ استمرار الضخّ والدعاية المتطرفة عبر وسائل التواصل، وتمكن التنظيمات الإرهابية من تكوين ملاذات إلكترونية يجعل تأثيرها مستمراً على الأجيال المرشحة للتأثر بخطاب العنف، كالأوضاع الأمنية والاجتماعية الهشة، إضافة إلى غياب الخطاب الديني المقابل العامل على تبديد أفكار التطرف".
الهجمات على المجتمعات اليهودية جزءًا من زيادة ملحوظة في الهجمات المعادية للسامية منذ غزو إسرائيل غزة ردًا على هجمات "حماس" في 7 أكتوبر، حيث سعى أعضاء التنظيم إلى استغلال غضب المسلمين من حرب غزة من خلال تشجيع الهجمات على اليهود في جميع أنحاء العالم،بحسب "فاينانشيال تايمز".
يؤكد تنامي الهجمات أن خطر "داعش" لم ينتهِ، بل تغيّر شكله وأدواته. فمواجهة التنظيم اليوم لا تقتصر على الحلول الأمنية فقط، بل تتطلب جهودًا فكرية وإعلامية ومجتمعية متكاملة لتجفيف منابع التطرف، ومواجهة دعايته الرقمية، وتعزيز الوعي.













0 تعليق