نتنياهو يخطو نحو "إسرائيل الكبرى" من خلال المناطق الأمنية... وبتكتيكات متعدّدة - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يخطو نحو "إسرائيل الكبرى" من خلال المناطق الأمنية... وبتكتيكات متعدّدة - وضوح نيوز, اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 06:35 صباحاً

توسّعت الخريطة الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، شرقاً، غرباً وشمالاً. في غزّة، اجتازت إسرائيل الخط الحدودي ورسمت خطاً جديداً سُمّي "الخط الأصفر"، فاستحوذت على مناطق شاسعة من القطاع. في سوريا، توغّلت القوات الإسرائيلية حتى وصلت إلى مشارف دمشق، وضمّت أجزاءً من القنيطرة وجبل الشيخ. وفي لبنان، اقتحمت مناطق واسعة وبدأت ببناء جدار جديد في عمق الجنوب.

التوسّع الإسرائيلي عند الحدود الثلاثة كان تحت عنوان تشييد مناطق أمنية منزوعة السلاح لضمان عدم تكرار سيناريو 7 أكتوبر، أي منع وجود مسلّحين على مسافة قريبة من المناطق المدنية الإسرائيلية. لكنْ في طيّات هذا التوسّع أهداف سياسية واقتصادية أيضاً مرتبطة بعقيدة إسرائيل ومشاريعها المستقبلية غير الخافية، وهي إسرائيل الكبرى من نهر النيل إلى نهر الفرات.

مشاريع "إسرائيل الكبرى"
مقترح تشييد طريق من شمال شرق إسرائيل إلى شمال شرق سوريا، وبالتحديد المنطقة الكردية الواقعة بين إقليم كردستان في العراق ومناطق الإدارة الذاتية في سوريا، يمثّل جزءاً من المشاريع الإسرائيلية التوسّعية. هذا الطريق الذي حمل عنواناً "إنسانياً" تحت ذريعة دعم السويداء بعد اشتباكها مع السلطات السورية يخفي خلفه مشروع "ممر داوود" الإسرائيلي الذي يربطها بحدودها النهائية، نهر الفرات.

لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المشاريع، وجاهر بها مراراً واستعرض خرائط تمتد من النيل إلى الفرات، وربط إياها بنزعة تاريخية دينية توراتية، معتبراً أنه "في مهمة تاريخية وروحانية"، قائلاً: "أنا مرتبط عاطفياً برؤية إسرائيل الكبرى". وبالتالي، فإن إسرائيل توسّع حدودها تحت عناوين أمنية وبمضامين سياسية وتاريخية.

سبق أن تطرّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسرائيل ومساحتها وتوسّعها، واعتبر أن إسرائيل "دولة صغيرة" وتحتاج إلى "مزيد من الأراضي"، وفق ما يذكّر الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، وهذه المساحات موجودة في لبنان وسوريا وغزّة. ويشير شديد، في حديثه مع "النهار"، إلى أن إسرائيل تحاول إضعاف الدول المحيطة وتفكيكها للسيطرة على مساحات جديدة.

 

سوريا نموذج التكتيكات المتعدّدة
قد تكون سوريا النموذج الأبرز في هذا السياق. الجهد الإسرائيلي في سوريا يهدف بشكل أو بآخر إلى إضعاف الدولة المركزية وتفتيتها لأقاليم مذهبية. التكتيك الذي اعتمدته إسرائيل في السويداء واستقطاب الدروز وصولاً إلى استبدال تسمية جبل العرب بجبل الباشان وتشجيعهم على تشييد دويلتهم هو خطوة باتجاه سيطرة إسرائيل على مساحات إضافية، إلى جانب القنيطرة حيث تتوغّل برّاً.

لكن إسرائيل غير قادرة على السيطرة على مساحات واسعة تقطنها أكثريات مسلمة من النيل إلى الفرات في الوقت الحالي، لذا تعتمد على تكتيكات متعدّدة. تسيطر مباشرة على المناطق المحيطة بها كجنوب لبنان وسوريا، وتفرض فائض قوّة أمنية في غالبية مناطق الشرق الأوسط، وتستقطب أقليات كدروز السويداء، والأخطر وفق شديد هو شراء الأراضي في الدول المحيطة من قبل يهود.

تعتمد إسرائيل سياسة القضم. طبّقت هذه السياسة في الضفة الغربية حتى بات معظمها تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة. كما تمارس هذه السياسة في جنوب لبنان وسوريا، وتقضم يومياً مساحات إضافية من خلال توغلات جديدة لتوسيع رقعة سيطرتها تحت عناوين وخطط أمنية، لكن بأهداف سياسية واقتصادية حتى، كهدف مرور أنابيب النفط من الخليج إلى سوريا فإسرائيل والبحر المتوسط.

في المحصّلة، فإن إسرائيل خطت خطوة كبيرة باتجاه ما تسمّيه "إسرائيل الكبرى". قد لا تكون قادرة على فرض سيطرة مباشرة على هذه الأراضي، لكنها تسيطر على جزء منها بشكل مباشر، وعلى الجزء الآخر أمنياً، وقد تسعى إلى سيطرة اقتصادية من خلال انضمام دول جديدة إلى اتفاقات أبراهام. فهل تطبّق إسرائيل مشروعها الأكبر في المدى البعيد؟

 

 

نجمة داوود (ا ف ب).

نجمة داوود (ا ف ب).

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق