انهيار الثقة: لبنان بين سطوة "الدولة العميقة" وعجز الإصلاح - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انهيار الثقة: لبنان بين سطوة "الدولة العميقة" وعجز الإصلاح - وضوح نيوز, اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025 06:25 مساءً

نانسي اللقّيس

في لبنان، لا يكمن الحكم في القوانين والدستور، بل في "الدولة العميقة"؛ منظومة من الوجوه الثابتة التي تحرك خيوط مسرحية الحكم من خلف الكواليس. إنها طبقة سياسية ورثت أساليب الحرب — المناورة والتضليل وشراء الوقت — ونقلتها إلى أروقة الدولة. بقاء هذه المنظومة لا يعتمد على النجاح أو الشفافية، بل على الغموض المتعمد والرمادية المنهجية، حيث تُصبح كل أزمة فرصة لتأجيل الحلول الجذرية.

 

الازدواجية هي أداة الحكم: كل ملف يُدار بثلاثة أوجه متناقضة:
 * الوجه الخطابي: لغة السيادة والإصلاح الموجهة للشارع.
 * الوجه التفاوضي: وعود غير منفذة تُقدم للمؤسسات الدولية.
 * الوجه السري: الصفقات الحقيقية التي تُطبخ خلف الأبواب المغلقة لتقاسم النفوذ.

 

 

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية مع قوات الجيش اللبناني في منطقة البويضة في مرجعيون. (أ ف ب)

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية مع قوات الجيش اللبناني في منطقة البويضة في مرجعيون. (أ ف ب)

 

 

هذا الكذب المتبادل ليس خللاً، بل هو الاستراتيجية التي تحمي بنية السلطة. الطبقة الحاكمة تخشى الحقيقة، لأن الاعتراف بها يهدد سيطرتها القائمة على التناقضات المفتعلة. ولهذا، يظل نظام الحكم بلا وجه واضح يمكن محاسبته.

 

على مدى أربعة عقود، أتقنت هذه القوى التلون وتغيير الولاءات، من الوصاية السورية إلى نفوذ القوى الإقليمية، لكن جوهرها ظل ثابتاً: منع المواجهة وتحديد المسؤولية. كلما اقتربت الحقيقة، يتم إغراق الموقف في بحر من التفسيرات المتضاربة والمسرحيات الإعلامية.

 

السؤال الصارخ الذي يواجه اللبنانيين اليوم هو: من سيكسر جدار الكذب المنهجي؟ إن صناعة أي مستقبل ممكن تتوقف على لحظة الحقيقة، حيث تتخلى هذه الطبقة عن سياسة شراء الوقت وتعلن انتهاء جمهورية الأقنعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق