نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحركات الديبلوماسية تنصبّ على "إطالة" التهدئة... السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل - وضوح نيوز, اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 12:15 صباحاً
لا تبدو صورة الموقف في لبنان، رغم كل التحركات الكثيفة المتصلة بالجهود لاستبعاد تجدّد الحرب، واضحة أو مطمئنة إلى الحدود التي تتيح رسم خط بياني للمرحلة التي ستلي استحقاق انتهاء حصر السلاح في جنوب الليطاني. ومع أن التعويل كبير على قوة الدفع التي يمكن أن تنشأ حال إعلان لبنان انتهاء المرحلة الأولى من حصر السلاح، فإن معلومات ديبلوماسية لـ"النهار" تفيد بأن لبنان يمرّر مرحلة تهدئة نسبية في الأسابيع الأخيرة قبل نهاية السنة، في انتظار ترقب الاجتماع المقبل للجنةً الميكانيزم في 19 كانون الأول الحالي وما إذا كان سيؤدي إلى أي شيء أم لا، في ظل توقعات سلبية في شكل عام نتيجة أجواء احتقان مستمرة داخلية ومع إسرائيل وعدم وضوح الرؤية اللبنانية لمسار الأمور. إذ إن الكلام على آلية الانسحاب الإسرائيلية من النقاط التي تحتلها أو وقف اعتداءاتها لن يكون كافياً وحده في حال التسليم جدلاً بوجود موقف لبناني موحّد في هذا الإطار واستراتيجية واضحة. وتفيد هذه المعلومات أن الجهود الديبلوماسية الغربية والعربية لا تزال تنصب على تجنيب لبنان الحرب التي لا تبدو احتمالاتها مستبعدة، ومن المرجح أن تسعى فرنسا التي زار موفدها جان إيف لودريان لبنان إلى القيام بمساعٍ في هذا الاتجاه ومساعدة لبنان على كسب بعض الوقت لترتيب أموره المتعثرة. وما يلفت المعنيين في هذا الإطار أن السفير الأميركي ميشال عيسى كرّر تأكيده مرات من أن إسرائيل تميّز بين المفاوضات التي بدأت في لجنة الميكانيزم وحربها ضد "حزب الله"، الأمر الذي يفهم منه أن الرهان على أن خطوة التقدم نحو التفاوض وتكليف لبنان السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني في لجنة الميكانيزم من شأنها استبعاد الحرب التي تهدد بها إسرائيل ليس واقعياً تماماً في هذه المرحلة على الاقل.
ولم تكن هذه الأجواء بعيدة عن لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان السفير إدوارد غابرييل على رأس وفد، بحضور السفير الاميركي لدى لبنان ميشال عيسى الذي لفت تصريحه على الاثر، إذ شكر بري "الذي أتاح لنا بأن نأتي بقسم كبير من الأميركيين إلى لبنان لكي يسمعوا منه مباشرة ما هو الوضع، لأن عادة الأمور التي تصل إلى أميركا تصل ليست كما هو في لبنان، وعليه، الرئيس بري قدم رأيه مباشرة للوفد حول الوضع في لبنان".
وبالنسبة إلى المفاوضات ضمن الميكانيزم بعد تعيين السفير سيمون كرم، قال: "الآن علينا ألا نحكم على الامور أو أن نعطيها الأهمية منذ اليوم الأول، وكما سبق أن قلت منذ يومين، علينا أن نفتح الأبواب وليعط كل واحد رأيه".
وقال إن "المساعدات للجيش اللبناني مستمرة ولم تتوقف يوماً، وكما قلت أن المفاوضات بدأت وهذا لا يعني بأن إسرائيل ستتوقف وهم يعتقدون أن الأمرين منفصلين وبعيدين عن بعضهما البعض، وأعتقد أنه يمكن من خلال التفاوض تقريب وجهات النظر".
وحول زيارة قائد الجيش إلى أميركا، أجاب عيسى: "ما زلنا نعمل عليها وليس لدي تاريخ محدد متى، ولكن أعتقد أنها ستحصل، وأنا برأيي أن قائد الجيش لديه رسالة للأميركيين ومن الأفضل أن يوصلها ويقولها بنفسه".
في غضون ذلك، واصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته على القيادات اللبنانية، وبدا لافتاً أن قطيعة بدأت بينه وبين كتلة "حزب الله"، إذ لم يلتق أياً من نواب الحزب هذه المرة خلافاً لزياراته السابقة. وأفيد أنه رحب خلال لقاءاته بتكليف السفير سيمون كرم في الميكانيزم إلا أنه أكد أن الدول المراقبة لا ترى أن ذلك كافٍ من أجل إبعاد شبح التصعيد عن لبنان والمطلوب نزع سلاح "حزب الله". والتقى أمس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال إنّ "الاجتماع كان مهمًا جدًا لناحية أننا في مرحلة مفصلية قد تأخذ البلد إلى مرحلة سلام واستقرار وننتقل إلى مرحلة من الأمل في المستقبل أو قد يعود لبنان ويدفع ثمن التلكؤ عن تحقيق السيادة".
والتقى المبعوث الفرنسي أيضاً نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي.
وفي مقال له نشرته صحيفة فايننشال تايمز، أكد رئيس الحكومة نواف سلام "أن مستقبل لبنان لا يجب أن ينتهي عند الانهيار"، مشددًا على "أن حكومة قوية وحديثة قادرة على دعم روح الريادة والابتكار لدى اللبنانيين، وأن حكومته تعمل على انطلاقة وطنية جديدة ترتكز على ركنين أساسيين هما السيادة والإصلاح".
وفي ما يتعلق بركيزة السيادة، شدّد سلام على "أن الدولة اللبنانية وحدها يجب أن تمتلك السلاح داخل أراضيها، وأنها وحدها من يملك قرار الحرب والسلم". وقال إن الحكومة أصدرت في 5 آب الماضي تعليمات للجيش بوضع خطة شاملة لحصر السلاح بيد الدولة، وفي الشهر التالي أُقرّت الخطة التي تنص في مرحلتها الأولى على مهلة ثلاثة أشهر لضمان احتكار الدولة للسلاح جنوب الليطاني واحتوائه في بقية المناطق. وأشار إلى تعزيز الأمن في مطار بيروت والمعابر الحدودية، وتفكيك مئات المستودعات والأسلحة غير المشروعة وشبكات التهريب.
تزامن ذلك مع ردّ وزير الخارجية يوسف رجي على رسالة نظيره الإيراني عباس عراقجي، معتذراً عن عدم قبول الدعوة لزيارة طهران راهناً في ظل الظروف الحالية. وأوضح أن اعتذاره عن تلبية الدعوة لا يعني رفضاً للنقاش، إنما الأجواء المؤاتية غير متوفرة. وجدّد رجي دعوة عراقجي لعقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم التوافق عليها، معرباً عن "كامل الاستعداد لإرساء عهٍد جديد من العلاقات البنّاءة بين لبنان وإيران شريطة أن تكون قائمة حصراً على الاحترام المتبادل والمطلق لاستقلال وسيادة كل بلد وعدم التدخل في شؤونه الداخلية بأي شكلٍ من الاشكال وتحت أي ذريعة كانت".
بعيداً من هذه الأجواء طرأ تطور سلبي في ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت تمثّل في قرار لمحكمة بلغارية برفض تسليم لبنان مالك السفينة المرتبطة بانفجار المرفأ عام 2020، ومعلوم أن لبنان يطالب بتسليم المواطن الروسي القبرصي إيغور غريتشوشكين على خلفية الكارثة. وقالت محاميته إيكاترينا ديميتروفا لوكالة فرانس برس، إن "لبنان لم يقدّم ضمانات بأنه إذا صدر حكم بإعدامه فإن الحكم لن يُنفّذ".
ولكن المعلومات المتوافرة لـ"النهار" تؤكد أنه على عكس ما نقل عن محامية غريشوشكين، فإن لبنان قدم فعلاً ضمانات لعدم تطبيق عقوبة الإعدام، لكن المحكمة البلغارية اعتبرت أنها غير كافية وقررت عدم تسليمه إلى لبنان، ولكنها وافقت على طلب القاضي طارق بيطار باستجوابه. ووفق معلومات "النهار" من المتوقع صدور قرار بوقف منع السفر عن بيطار بما يسمح له التوجه إلى بلغاريا الأسبوع المقبل.










0 تعليق