قمّة ضرورية محفوفة بالأخطار - وضوح نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قمّة ضرورية محفوفة بالأخطار - وضوح نيوز, اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 03:15 صباحاً

2002-02-28

 

يمكن القول ان مبادرة ولي العهد السعودي قد تسهل انعقاد القمة العربية في بيروت كي لا نقول قد تنقذها من “الفيتو” الاميركي او التردد والتخوف الاميركيين مما قد يُطرح ويُبحث في هذه القمة ويصدر عنها.

 

بمعنى آخر، قد تكون مبادرة ولي العهد السعودي التي طرحت، حسب المعلومات، بالتنسيق مع الادارة الاميركية، تنظيم جدول اعمال هذه القمة حول ورقة عمل وحيدة هي المبادرة السعودية من اجل السلام.

 

وهذه المبادرة لم تطرح لوضع حد لما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل طرحت خصوصاً لتصحيح العلاقات العربية - الاميركية وبالاخص السعودية - الاميركية بعد 11 ايلول ولفتح حوار ايجابي مع الولايات المتحدة لتحريك عجلة السلام في الشرق الاوسط من خلال طاولة مستديرة جديدة برعاية اميركية ومشاركة او موافقة اوروبية.

الصفحة الأولى من عدد 2002-02-28.

الصفحة الأولى من عدد 2002-02-28.

 

 

وما يحصل اليوم ليس الا الخطوة الاولى على طريق الالف ميل الجديدة من اجل تحقيق سلام المنطقة.

ولهذا السبب نرى ان الولايات المتحدة تتعاطى بحذر مع الخطة السعودية محاولة ان تفصل بينها وبين باقي الملفات الاميركية الشرق الاوسطية العالقة. ولذلك اكدت الادارة الاميركية تمسكها بخطة ميتشيل لحل الصراع العسكري الاسرائيلي - الفلسطيني واستثنت سوريا في الوقت الحاضر من المبادرة السعودية وكأنها تنتظر من دمشق توضيحات او اجوبة او موقفاً ما بعد 11 ايلول وفي اطار معركة جورج بوش مع الارهاب والاصولية، وخصوصاً حول الموقف السوري من النظام العراقي ومن ايران ومن “حزب الله”… او كأنها “تساعد” المبادرة السعودية وتريحها باشعار سوريا انها غير مدعوة الى تحديد موقف صريح من المبادرة… على الاقل في الوقت الحاضر.

 

تريد اميركا ان تُفهم العالم والعرب خاصة انها تفصل كلياً بين معركتها لمكافحة الارهاب والاهداف الواضحة التي وضعتها ومسيرة السلام في الشرق الاوسط عبر تأييدها المبادرة السعودية، وما تريده الادارة الاميركية هو التأكيد ان الشرط الاساسي للتوصل الى حل عادل وشامل في الشرق الاوسط لا يمكن ان يحصل بمعزل عن معركة مكافحة الارهاب.

 

وطرح المبادرة السعودية سمح اليوم لبعض الزعماء العرب بأن يعيدوا تأكيدهم التمسك بالحل السلمي لقضية الشرق الاوسط عبر تأييدهم العلني للمبادرة السعودية، وعلى رأسهم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، خصوصاً بعدما اشيع عن موقفين سلبيين للسعودية ومصر حيال نتائج قمة كمب ديفيد الاخيرة التي استشارهما حول نتائجها الرئيس عرفات.

 

في المقابل، قد تعتبر اميركا ان اي متردد او معارض للمبادرة السعودية هو رافض للحل السلمي، بل عدو للسلام في الشرق الاوسط، مما يعني انه حليف لمن تضعهم اميركا في خانة الداعمين للارهاب. وقد يبدو هذا “التسلسل” تعسفياً وغير منطقي ولكنه بات من “الامور الاميركية” المألوفة.

 

وعملية “الفرز” هذه قد لا تقتصر على ما يُعلن اليوم ولكنها قد تنسحب على ما قد يقال خلال القمة العربية وعلى نتائج القمة. يبقى الخوف من ان ينقسم العرب خلال القمة ويؤدي انقسامهم الى نسف المبادرة السعودية والعودة الى نقطة الصفر. كما ان هنالك خوفاً آخر يكمن في ان يسعى معارضو المبادرة السعودية الى نسف انعقاد القمة في بيروت كي لا تنجح المبادرة وتبقى الاوضاع المتفجرة كما هي.

 

وهنا لا بد من ان نقول ان اسرائيل شارون قد تكون اول من يستفيد من نسف القمة ونسف اي حل عادل وشامل، بالاضافة الى كل متطرف، فلسطينياً كان ام غير فلسطيني وعربياً كان ام غير عربي، من الذين يعتبرون ان لا حل عادلاً وشاملاً بوجود دولة اسرائيل وحتى لو انشئت دولة فلسطينية نالت الاعتراف الدولي.

 

ويمكننا ايضاً ان نضيف الى لائحة المتضررين الذين قد يحاولون نسف القمة في بيروت كل الذين وجدوا انفسهم اسرى التيارات المتطرفة والاصولية والذين لا دور لهم في شرق اوسط آمنٍ ومستقر. لذلك يمكننا ان نقول ان انعقاد القمة العربية في بيروت اصبح اكثر من ضروري اذا اردنا ان ننقذ المنطقة من انفجار شاملٍ قد يطاول الانظمة والحدود، مما يعني ان اي مُقاطع للقمة او اي داعمٍ لمقاطعتها او نسفها بأي مبرر او حجة، يكون قد يخدم اولاً واخيراً مصلحة شارون وخطته الجهنمية التي تهدف الى نسف الخريطة الجيوسياسية الحالية للمنطقة. لهذا السبب فان ضبط النفس مطلوب اليوم سياسياً وامنياً وعسكرياً الى اقصى حد وخصوصاً في منطقة الجنوب حيث ينتشر “حزب الله” الذي ما زال يؤيد مواقف ايران من قضية الشرق الاوسط والتي تنطلق من عدم اعترافها بقرارات الامم المتحدة في شأن الشرق الاوسط وعدم اعترافها بدولة اسرائيل.

 

وهنا لا بد من ان نقول ان اسرائيل قد تستفيد من اي عملية في مزارع شبعا مستعملة اياها مبرراً لتقوم برد فعل تجاه لبنان وسوريا لنسف القمة العربية في بيروت، بالاضافة الى تخوفنا من ان تفتعل اسرائيل عملية او “تخترع” عملية “حزب اللهيّة” لتقوم بالرد والتخريب.

 

لذلك فان اي طرف، عربياً كان ام دولياً ام اسرائيلياً، متضرر او متخوّف من القمة ونتائجها، قد يستعمل الجنوب وخصوصاً قضية مزارع شبعا نقطة انطلاق لقلب الطاولة الشرق الاوسطية.

 

من هنا كانت مطالبتنا المستمرة وما زالت بارسال الجيش اللبناني الى الجنوب لضبط الوضع هناك وحراسة الحدود اللبنانية - لا الاسرائيلية - وقطع الطريق امام المتضررين والمصطادين في الماء العكر.

 

فهل تعي الدولة والحكومة، بين تراشق اعلامي من هنا وتراشق من هناك، وبين صفقة من هنا لحساب قانون ومقابل بقاء مجلس من هناك، هل تعي الدولة خطورة الوضع وتتخذ الموقف المناسب؟ ام وكالعادة، تبقى مشلولة القرار كي لا نقول مسلوبة القرار وتعيش ردود فعل دون اي فعل؟ 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق