نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
112 ألفاً آخرين هربوا إلى لبنان بعد سقوط الأسد... بيلينغ لـ"النهار": عودة اللاجئين السوريين مستمرة ولكنّها تواجه تحديات - وضوح نيوز, اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 06:05 مساءً
شهد ملف اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلادهم تحوّلات ملحوظة خلال 2025، مع عودة بعض منهم إلى وطنهم منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ورغم الجهود الأممية لضمان عودة آمنة وكريمة، تبقى التحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية كبيرة، ما يجعل مستقبل العودة مرتبطاً بسرعة استقرار سوريا وإعادة إعمارها.
وفي هذا الاطار، أكدت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان وسوريا كارولينا ليندهولم بيلينغ أن ملف اللجوء السوري شهد تحوّلات بارزة خلال عام 2025، لا سيما على صعيد العودة الطوعية، وشددت على أن الهدف الأساسي للمفوضية هو ضمان عودة آمنة وكريمة ومستدامة، وليس مجرد عبور موقت للحدود.
وأوضحت بيلينغ، التي عادت إلى منصبها قبل شهرين بعد تجربة سابقة في لبنان بين عامي 2017 و2021، أن لبنان لا يزال البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين نسبة إلى عدد سكانه في العالم. فمنذ عام 2011، تلقى لبنان أكثر من 15.1 مليار دولار من الدعم الدولي، استفاد منه اللاجئون السوريون، اضافة الى المجتمعات اللبنانية المضيفة.
وبحسب أرقام المفوضية، كان عدد اللاجئين السوريين في لبنان مطلع عام 2025 نحو 1.4 مليون لاجئ، إلا أن هذا العدد انخفض إلى قرابة مليون لاجئ مع بداية العام الجديد، نتيجة عودة ما يقارب 400 ألف سوري إلى بلادهم، سواء بدعم مباشر من المفوضية أو عبر عودة تلقائية نظّمها اللاجئون بأنفسهم. وشدّدت بيلينغ على أن المفوضية تعمل بتنسيق وثيق مع الحكومة اللبنانية، لضمان دقة البيانات.
وفي ما يتعلق بسوريا، أكدت بيلينغ أن الوضع الإنساني لا يزال صعباً. فقد كشفت زيارة ميدانية قامت بها أخيراً إلى مناطق مثل حمص والقصير وريف دمشق عن دمار هائل ونقص حاد في المياه والخدمات. وأوضحت أن المفوضية تقدّم في سوريا مساعدة نقدية بقيمة 600 دولار للعائلات العائدة الأكثر هشاشة، إضافة إلى دعم قانوني لتسجيل الولادات والوثائق المدنية، وبرامج محدودة لإصلاح المساكن وسبل العيش.
لكنها حذّرت من أن هذه المساعدات تبقى غير كافية في ظل عودة أكثر من 1.2 مليون سوري خلال عام واحد، وأبرزت أهمية المجتمع الدولي بتسريع دعم التعافي وإعادة الإعمار، ورفع القيود التي تعيق الاستثمارات، لأن العمل الإنساني وحده لا يمكنه تلبية الاحتياجات الهائلة، خاصة وأن عقوبات قيصر لم تُرفع إلا أخيراً.
وتقول بيلينغ لـ"النهار" عن زيارتها لسوريا: "ما أكد عليه المسؤولون السوريون هو أنهم سعداء جداً بعودة السوريين إلى بلادهم. كما رأيت في نقاط العبور الحدودية لافتات تقول -مرحباً بكم في سوريا- وقال المسؤولون هناك إنهم يريدون أن يشعر العائدون بأنهم مرحب بهم في وطنهم... لكنهم شددوا أيضاً على أنهم يريدون أن تكون العودة طوعية، وأن يعود اللاجئون مستعدين جيداً، لأنهم يعلمون أن الكثيرين سيواجهون الكثير من الدمار عند عودتهم".
لاجئون سوريون في لبنان، (وكالات).
وتضيف: "لا تزال الأوضاع الاقتصادية في مراحلها الأولى من الانتعاش، لذا سيعود الكثيرون ولنن يجدوا وظائف، وربما حتى مدارس ومرافق صحية في مناطقهم. لذا من المهم بالنسبة لهم أن يعود الناس مع فهم واضح لما سيواجهونه وأن يكونوا متحمسين للتغلب على التحديات". ونقلت عن مسؤولين أن "العودة ستستغرق وقتاً على الأرجح، وأن سوريا لا تزال في المراحل الأولى من التعافي".
وفي ما يتعلق بالوضع الامني، تقول بيلينغ لـ"النهار": "من بين الذين عادوا من لبنان، والذين تمت مقابلتهم أيضاً من قبل مكتبنا داخل سوريا، قال 11% منهم إنهم يشعرون ببعض القلق بشأن الأمن. ولكن هذا يتعلق بشكل أساسي بالقانون والنظام، لأن معدل الجريمة، للأسف، مرتفع جداً، وقدرة الشرطة محدودة في مناطق العودة"، و"لكن المخاوف الرئيسية التي أعربوا عنها تتعلق في الواقع بالسكن والوظائف والحصول على الخدمات الأساسية".
وفي المقابل، تحدثت عن السوريين الذين وصلوا إلى لبنان مؤخراً، منذ كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، والذين ينتمون إلى الأقليات، من الشيعة والعلويين واليهود والمسيحيين، موضحة أنهم سلطوا الضوء بشكل أكبر على المخاوف المتعلقة بالأمن.
وبحسب تقديرات المفوضية، هناك 112,000 شخص نزحوا الى لبنان بعد سقوط النظام، ويتم التعامل مع هذه الفئة كمجموعة منفصلة عن المليون شخص المتبقين ضمن خطة الاستجابة في لبنان. ومعظمهم لم يغادر البلاد بعد، إذ يعبرون عن خوف فردي من العودة.
وعلى صعيد الأوضاع داخل لبنان، لفتت إلى أن 60% من اللاجئين السوريين يعيشون تحت خط الحد الأدنى للإنفاق، و50% من الأطفال خارج المدارس، لافتة الى تراجع التمويل، إذ لم تتجاوز نسبة تمويل برامج المفوضية 26% هذا العام، ما يهدد استمرارية الدعم للاجئين.
وأكدت أن العودة ستستمر لكنها مرتبطة بسرعة استقرار سوريا، مشددة على أن الحفاظ على كرامة اللاجئين وتعليم أطفالهم اليوم هو استثمار أساسي في مستقبل سوريا.





0 تعليق